بعيدا عن روتين الوظيفة الحكومية وجد محمد عبدالعزيز ضالته في العمل اليدوي الذي عشقه منذ طفولته، فتحدي كل ما قابله من صعوبات أهمها معارضة أهله ليصبح له نشاطه الخاص الذي يترجم من خلاله ما بداخله من طاقة ونشاط، فهو شاب لم تطرق البطالة بابه. وطموح محمد واعتماده علي نفسه بدأت ملامحه في أوائل التسعينيات عندما كان طالبا في المرحلة الثانوية حيث لفت انتباهه فن النحت علي المرايا،فلجأ إلي معلمه الأول والأخير وهو الكتاب ليتعرف علي المبادئ ولتعلمه التجربة العملية والممارسة التطبيقية، فاشتري الخامات من مصروفه وبعد عشرات بل مئات المحاولات تمكن من هذا الفن فأبدع العديد من اللوحات التي كان يتمكن من بيعها بسهولة لتميزه الشديد في نحتها. استمر محمد عبدالعزيز في نشاطه الذي اعتقد البعض أنها مجرد نزوة شبابية سرعان ما سيشعر بالملل منها ويتركها ولكنها كانت بالنسبة له كل حياته، فقد ساعدته دراسته في كلية التجارة التي تخرج فيها عام 1997 علي إدارة مشروعه بصورة صحيحة، وواصل مشروع النحت علي الزجاج حتي توصل إلي أن السوق تشبع من المنتج الذي يقدمه فقرر البحث عن بديل، وكان الشمع هو النشاط البديل الذي جذب انتباهه. وليتعرف علي سر صناعة الشموع وهو أمر ليس باليسير لجأ إلي الكتب والتجربة العملية حتي تمكن من هذه الصناعة، فاتجه إلي الإبداع وإضافة اللمسات المميزة بأشكال وأحجام متنوعة، كما أنتج الشموع المعطرة والمعمرة وشموع الديكور وغيرها بأحجام وأسعار متنوعة حتي يتمكن من اجتذاب شريحة واسعة من الجمهور الذي أصبح يقبل علي شراء الشموع كجزء من ديكور المنزل وليتمكن من منافسة المستورد. ولينمي من خبرته رفض محمد عبدالعزيز الانغلاق علي نفسه بل سعي لتطوير مهاراته، فسافر إلي ألمانيا علي نفقته الشخصية لزيارتها لمدة ثلاثة أشهر لزيارة المعارض الفنية فيها وخاصة بعد علمه بأنها من أكثر الدول الأوروبية التي تعتمد علي سياحة المعارض وهي الزيارة التي استفاد منها كثيرا في التعرف علي خبرات جديدة، وهو ما دفعه لتكرار التجربة مرة أخري من خلال زيارته لإيطاليا حيث تعرف علي أساليب صناعة الشموع و التي أفادته كثيرا في اقتحام هذا المجال الصعب. ومن خلال مشاركته مع جمعية الأسر المنتجة وحصوله علي قرض تمكن محمد من تطوير أدواته والتسويق لأعماله من خلال المشاركة بالمعارض التي تنظمها الجمعية.