كلما قرب موعد الانتخابات النيابية والرئاسية ماج الحراك السياسي في مصر بأمواج متلاطمة وأحيانا متداخلة متحالفة وخلال الفترة الوجيزة السابقة شاهدنا الكثير من التحالفات وظهور العديد من التنظيمات والحركات السياسية منها ما هو معارض ومنها ما هو مؤيد لكننا علي مستوي الشارع القبطي فإننا نري سكونا غريبًا وانسحابًا خطيرًا من الساحة السياسية كما لو كان ما يحدث علي الساحة المصرية شيئًا لا يعنيهم وغير مؤثر عليهم فنجد الساحة القبطية علي النحو التالي: أولا - دور الكنيسة المهم المؤثر ثانيا - دور النخبة السياسية القبطية ثالثا - دور منظمات المجتمع المدني مما لا شك فيه أن الأحداث الجارية التي أدت إلي ظهور تحالفات سياسية جديدة وحالة من الهياج السياسي في الشارع المصري الأمر الذي يعني الأقباط بشكل مباشر لابد وأن يكون لهم دور سياسي واضح فيما يموج به الشارع المصري من صراعات استقطابية وهنا لابد وأن يكون هناك دور قبطي واضح مساند لمن يحقق للأقباط مصالحهم ويضع حلولا عملية لمشاكلهم ضمن أولوياته وهنا لابد وأن يوضح الأقباط توجههم السياسي ومع من يتحالفون؟ وما هي مطالبهم من أي منهم؟ أولا: دور الكنيسة القبطية المؤثر مما لا شك فيه أن الكنيسة لها دور كبير في الحراك السياسي للأقباط حيث إنه لا يوجد للأقباط أي قيادات أو تنظيمات سياسية لها أي دور فعال في الداخل المصري فإن الكنيسة القبطية تهيمن علي الزعامتين الدينية والسياسية للأقباط - ولذلك فنجد أنه نظرا للمشاكل والخلافات بين قيادات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الأمر الذي معه تفرغ قيادات الكنيسة لخلافاتهم وعدم اهتمامهم بما يموج به الشارع السياسي المصري الأمر الذي اتبعه سكون تام في الشارع السياسي القبطي لأن القيادة القبطية منشغلة عما يحدث علي الساحة السياسية القبطية. ثانيا - دور النخبة السياسية القبطية في حقيقة الأمر لا نجد هناك دورا لأي نخبة سياسية قبطية فقد سحبت الكنيسة البساط من تحت أقدامهم منذ عقود طويلة إلا أن هناك بعض الكتاب الأقباط لهم أراؤهم الشخصية ولكن لا يمثلون أي قيادة سياسية للأقباط فإن الأقباط لا يصغون ولا يسمعون سوي لما يصدر عن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية. ثالثا - دور منظمات المجتمع المدني الكثير من النشطاء السياسيين من الأقباط اتخذوا من منظمات المجتمع المدني منبرا سياسيا لهم وقاموا بإنشاء العديد من تلك المنظمات الحقوقية ولكن اقتصر دور هذه المنظمات حول العديد من القضايا الفردية التي تحقق لقياداتها الفرقعة الإعلامية والشهرة لكنها لا يعنيها الصالح القبطي في مجمله وبالتالي فلا يعنيها ما يحدث علي الساحة السياسية في مصر ولا تعنيهم مصر ولا يعنيهم من سوف يحكم مصر أخيرا. لابد وأن يكون هناك دور للأقباط لنترك الكنيسة تحل مشاكلها وهي بالفعل في طريقها إلي الحل لكن لابد وأن نتحرك جميعا وأن نحتكم إلي عقولنا فيمن هو قادر علي حل المشاكل العالقة للأقباط ولابد أن نختار من الآن نحن مع من، ليس فقط من خلال صناديق الانتخابات في صمت كما حدث في الانتخابات الرئاسية السابقة لكن علينا أن نعلن صراحة نحن مع من ولماذا؟ لا يجب أن نظل في هذا السكون والحراك علي أشده في الشارع السياسي المصري لابد وأن نخرج من قوقعتنا إلي الشارع السياسي وأن نعلن دون خوف أو استحياء مع من نحن يجب أن نكون ايجابيين لما يحدث حولنا من تحركات سياسية.