أقام محور المائدة المستديرة ندوة لمناقشة ثلاثية الكاتب الإفريقي جان ديفاسا نياما "الكاباس"، التي ترجمت الي العربية في ثلاثة أجزاء هي: "رحلة العم ما" و"نداء دنيتي" و"صخب الميراث"، حضر الندوة الكاتب جان ديفاسا نياما ومترجمو الثلاثية الي العربية إيمان رياح ونسرين شكري وعاطف عبد المجيد، وأدارها مراجع ومقدم الثلاثية الشاعر رفعت سلام. قال رفعت سلام في بداية الندوة إن البطل الحقيقي في الثلاثية هو طريقة السرد أو الحكي، وأنه لم يستمتع بقراءة ومراجعة وتقديم عمل روائي كهذا من قبل، فللكتابات متعة لا يضاهيها إلا متعة كتابات ماركيز، ومن الصعب تصديق أنها العمل الأول لكاتبها. كشف الكاتب جات ديفاسا نياما، أنه يحضر لمصر لأول مرة، وأشار إلي أنه لم يعرف القاهرة إلا من خلال روايات نجيب محفوظ، ووصف الأدب الإفريقي بأنه واسع عريق لما يتفرد به كل بلد إفريقي، وأنه حرص علي التعمق في خصوصية الشخصية والروح الجابونية، بشكل لم يعرفه العالم من قبل. ومن جانبه أشار مترجم الجزء الأول "رحلة العم ما" عاطف عبد المجيد إلي أنها أول ترجمة للغة أخري لهذه الرواية، والبطل الأول فيها هو المتعة واللغة معا، كما أن درجة الشبه بين ثلاثية نجيب محفوظ وثلاثية نياما كبيرة جدا، فكلاهما يتحدث عن الطبقة المهمشة في مجتمعه بكل تفاصيلها، في إطار فني شديد الخصوصية والمتعة. وأضاف: الجزء الأول من الرواية التي نحن بصددها يعتبر مزيجا من الواقعية السحرية والأساطير والخرافات، وهذا المزج يعد أحد المكونات الأولي المسببة للمتعة لدي القاريء دون الإحساس بالملل، والأجزاء الثلاثة بكل ما فيها من أحداث تكتنفها الصراعات سواء بين ذوي البشرة السمراء وذوي البشرة البيضاء، أو بين القرية بكل أعرافها وتقاليدها وبين المدينة بحداثتها وصخبها، وبين كل ما هو قديم وكل ما هو حديث، كما تحتوي علي مشاهد دعابة لكنها تحمل في طياتها أحزانًا موجعة، وأشكر للكاتب خلو عمله من أي تعرض سييء للأديان ومن أي مشاهد إباحية أو ألفاظ خادشة غير موظفة فنيا. وقالت الدكتور نسرين شكري مترجمة الجزء الثاني "نداء دنيتي" لم تكن الترجمة صعبة، فلغة الكاتب سهلة بسيطة، ولكن ما استوقفني هو الجزء الخاص بالحضارة الجابونية، بكل عاداتها وتقاليدها، وهذا الغوص في المحلية جعل من الرواية عالمية نظرا لعالمية شخوصها، فللبطلة مثلا اسم "دنيتي" الذي يعني الكرامة، حيث تربت في كنف جدها ياما فعلمها أهمية معني الحب في حياتنا، وظلت تبحث عن الحب الأكبر الحب الإلهي طوال حياتها وتسعي لنشره بين الناس وتعلمهم أن من اختار الابتعاد عنه سيظل وحيدا ويموت وحيدا. أما مترجمة الجزء الثالث صخب الحياة الدكتورة إيمان رياح فقالت وجدت مفارقة كبيرة أثناء ترجمتي للرواية لأن ما ترجمته من قبل من اعمال فرنسية الي اللغة العربية كان يحمل فكرا ومفردات ومواضيع فرنسية ولكن هذه المرة وجدت لغة فرنسية فقط ولكن الفكر والموضوع والمباديء والمفردات جابونية الأصل أو لنقل إفريقية وكان هذا هو مكمن الصعوبة، وما أسعدني ومتعني أيضا استخدام الكاتب لخفة الظل الواضحة في عمله ليحمل معاني إنسانية كبري بلغة شديدة التفرد والعذوبة.