لم يكد الحكم يطلق صافرة انتهاء مباراة مصر وغانا بفوز الفراعنة باللقب القاري للمرة الثالثة علي التوالي والسابعة في تاريخه، حتي خرجت جماهير قطاع غزة حاملة أعلام مصر وهي تعانق أعلام فلسطين ليرفعها المواطنون، في ساحة الجندي المجهول وسط مدينة غزة ومختلف شوارع المدينة، ونظمت حلقات للرقص والدبكة الشعبية الفلسطينية وسط هتافات إشادة واحتفالاً بفوز المنتخب المصري. وخرج آلاف المواطنين في مختلف مدن القطاع يهتفون "بنحبك يا مصر.. مبروك لمصر"، ويرقصون ابتهاجًا بفوز مصر فيما تكدست مجموعات من الشبان والفتية رافعين الأعلام المصرية فوق سيارات خرجت تجوب شوارع المدينة وسط صخب من السيارات المبتهجة بالفوز والهتافات. وشلت الحركة في شوارع المدينة التف المواطنون في بيوتهم حول شاشات التلفاز، واكتظت قاعات المقاعي والفنادق والأندية المحلية بعشرات من الشبان الذين حرصوا علي حجز أماكن شاغرة لهم للتغلب علي أزمة انقطاع التيار الكهربائي في القطاع. وقال أبومحمد مدير مقهي في غزة الذي نصب شاشة ضخمة لعرض المباراة، إن المقهي يستنفر جميع العاملين في أي مباراة للمنتخب المصري. وأضاف أن المقهي يقع تحت ضغط شديد في العمل خلال المباريات التي يخوضها المنتخب المصري لأن الغالبية الساحقة في غزة يؤيدون مصر. وحظي حارس مرمي المنتخب المصري عصام الحضري الملقب ب"السد العالي" بنصيب الأسد من الهتافات، ومن شباك إحدي السيارات أخرج فتي برأسه وهتف "يا عصام يا حضري.. أنت السد العالي". وقال المواطن محمد الشبراوي (32 عامًا) إن هذا اليوم بالنسبة له هو العيد الثالث بعد عيدي الفطر والأضحي، فمصربالنسبة له "أم العرب وفوزها هو فوز لكل العرب". أما سائق التاكسي عبدالكريم سلامة فقال إنه سعيد جدًا بفوز مصر بكأس الأمم الأفريقية، مشيرًا إلي أن كل المحاولات لتشويه صورة مصر والنيل منها لن تثنينا عن تأييد حبيبتنا مصر والمنتخب المصري. وأولي عدد من المحطات الإذاعية المحلية في غزة اهتمامًا خاصًا بالمباراة وفتحت خطوط الهاتف قبيل المباراة للاستماع إلي التوقعات من الجمهور والمهتمين الرياضيين. وتجمع آلاف الفلسطينيين علي الحدود الدولية بين مصر وقطاع غزة برفح للتعبير عن فرحتهم بفوز مصر بكأس الأمم الأفريقية، ورفعوا الأعلام المصرية وصور اللاعب أبوتريكة، وسارت مئات السيارات والدرجات النارية علي طول خط الحدود، كما أرسل عشرات الفلسطينيين رسائل التهنئة إلي المصريين بهذا الفوز التاريخي عبر الهاتف المحمول. لم تخل احتفالات غزة من تهاني رسمية من قبل الأوساط السياسية علي رأسها الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي هنأ الرئيس المصري محمد حسني مبارك، والشعب المصري بالفوز. ونسي الفلسطينيون أزماتهم الاقتصادية وأوضاعهم الصعبة المتواصلة، إضافة إلي انقطاع التيار الكهربائي ونزلوا إلي الشوارع سيرًا علي الأقدام فور إطلاق الحكم المالي صافرة نهاية المباراة النهائية. وعقب انتهاء المباراة بث التليفزيون الفلسطيني الحكومي أغاني وأهازيج وطنية مصرية، إضافة إلي نقل أهداف ولقطات من مباريات منتخب مصر.