لا أتحدث عن بيع الدوري العام المصري أو شيء من هذا القبيل.. ولكن أتحدث عن نغمة جديدة بدأت تظهر في عدد من وسائل الإعلام تمثل آخر صيحة في موضة الهجوم علي الأداء الدبلوماسي المصري.. والأصوات من الداخل.. البعض له منطقه والآخر له أجندته والثالث له أزمته، هذا النمط المثلث يربط بينهم لسان واحد في الحديث وهو أن السياسة الخارجية المصرية سليمة ومنطلقاتها قومية نزيهة.. ولكن المشكلة في أن الدبلوماسية المصرية أو الخطاب الدبلوماسي فشل في تسويق هذه السياسة وأن هذا ظهر في عدد من الأزمات في الآونة الأخيرة أهمها ما أثير حول الإنشاءات المصرية علي الحدود مع غزة وتصادم مصر مع النائب البريطاني جورج جالاوي. وفي تقديري أن الأمر يحتاج بعض التوضيحات سواء لهذا أو تلك أو ذاك، أولها.. أن العمل الدبلوماسي أو السياسي مهمته التعامل مع موقف والتوصل إلي موقف أما تسويق هذا الموقف فليست مهمة الدبلوماسي بل تقع علي عاتق الصحفي المصري أو الإعلامي المصري.. أصحاب العقول والفكر والرأي حلقة الوصل بين المسئول - وهو هنا الدبلوماسي - وبين الرأي العام. ثانيا: إن معارك الدبلوماسية المصرية الأخيرة ليست تلك المعارك الكلاسيكية التي كانت تجري في نيويورك داخل أروقة الأممالمتحدة ومجلس الأمن حيث تتمكن كل مدرسة دبلوماسية من التعبير عن قدراتها واختبار كوادرها وحدود تأثيرها.. ولكن المعارك التي تخوضها الدبلوماسية المصرية علي مدار السنوات الثلاث الماضية وتحديدًا منذ حرب حزب الله مع إسرائيل ونحن نخوض حرب شوارع غير نظامية.. مع تنظيم أجندته أيدلوجية قبل أن تكون وطنية أو قومية متواجدًا علي الحدود ودولة مذهبية مترامية في أقصي المشرق العربي تريد إحياء امبراطورية غابرة وتبتلع الاقليم بمن عليه سلمت لها دولة عربية نفسها وما تملك من كروت وتأثير ويتم تسويق أجندة هذا الفريق عن طريق قناة فضائية.. وليس عن طريق الخارجية الفارسية ولا عن طريق وزير الشام ولا المتحدث باسم بلح اليمن.