أحداث نجع حمادي وما قبلها وما سيأتي بعدها بين مسلمين ومسيحيين وأفراد الأسرة الواحدة والجريمة المجتمعية في مصر بشكل عام تأتي في مرحلة طغت وتعاظمت فيها القيم المادية والاقتصادية التي تفتقر لثقافتها وأساليب التعايش معها فتراجعت أمامها قيمنا الدينية والتربوية والمجتمعية. فتلاقت وتوحدت أسباب ودوافع ومظاهر العنف لدينا ومن أهمها وأخطرها علي الاطلاق.. خطاب ديني وإعلامي مشوش، تفشي الجهل والأمية، زيادة سكانية ضاغطة، هجرة داخلية غير مبررة انتشار العشوائيات وتقنين وجودها ولو عرفيا، تراجع فرص العمل والبطالة، أوهام وأحلام الثراء السريع، الهروب من الواقع إلي المجهول بتعاطي المخدرات، تفاعلية ومشاركة مجتمعية سلبية وما يترتب عليها وغيرها من آثار أدت إلي شرخ واضح المعالم في الكيان الأسري والمجتمعي دفع بمنحني الجريمة الدموية والعنيفة وجرائم المال إلي القمة من حيث الشكل والمضمون غير المعهودين. أكدت إحصائيات ومعدلات الجريمة الصادرة عن مصلحة الأمن العام في مصر علي مدار اثني عشر شهرًا: ارتكاب 5815 جريمة جنائية و21718 جنحة سرقة مهمة كما تمكنت أجهزة الأمن من ضبط 21973 قطعة سلاح ناري منها 3448 بندقية آلية و40 رشاشًا و341 بندقية مخشخنة و1044 مسدسًا و15970 قطعة سلاح محلية الصنع وضبط 46 ورشة تصنيع وإصلاح أسلحة غير شرعية تحت الأرض وقد أكد لي اللواء عبدالرحيم القناوي مساعد أول وزير الداخلية للأمن بأن قضية السلاح غير الشرعي في مصر باتت محط انتباه أجهزة الأمن خاصة بعد ملاحظة عدة نقاط مهمة ومنها تطور الصناعة المحلية غير الشرعية السرية فلم تعد صناعة بدائية كالمعهود بل أصبحت أكثر اتقانًا من حيث الشكل والمضمون.. لم يعد حمل السلاح غير الشرعي واستخدامه في ارتكاب الجرائم الجنائية قاصرًا علي أبناء الجنوب بحيث بدت لافتة للانتباه في منطقة بحري والمشهور عنها السلم الاجتماعي إلا أنه يبدو أنها تتجه نحو الحرية أيضًا ارتفاع نسبة المضبوط من ورش السلاح غير الشرعية بنسبة مقارنة 130٪. كما تم ضبط 100000 قطعة سلاح أبيض ما بين سكين، مطواة، سنجة، سيف وبلطة. ملاحقة وضبط وإحالة 4418 عنصرًا خطرًا من المسجلين وممن لديهم معلومات إجرامية وجنائية كونوا فيما بينهم 1369 تشكيلا عصابيا أمكنهم ارتكاب 5600 حادثة اجرامية. وفي مجال تنفيذ الأحكام تم ضبط وتنفيذ الأحكام في 5445402 محكوم عليهم قضائيا منهم 351012 في حكم نهائي واجب النفاذ و3830762 مطلوبًا لتنفيذ حكم جنحة حبس جزئي و845600 في جنحة حبس مستأنف كما أمكن ضبط مواطنين متورطين في قضايا نوعية هاربين لتنفيذ عقوباتهم القضائية 32022 مخدرات، 150035 آداب عامة، 202560 قضايا تموينية، 4244 أموال عامة، 29167 متورطين في جرائم ضد الأحداث. كل ما سبق عرض مقتضب حول العنف وبعض دوافعه.. والسؤال إذا كان للعنف بيننا ثقافة رغم حداثته وغرابته علينا، فماذا عن الثقافة المقابلة والجديرة التبني في مجتمعنا درءًا للأسواء؟ نحن في حاجة لتغيير فلسفتنا وملامح ثقافتنا التي أمست تناحرية أكثر منها توفيقية فوضوية أكثر منها موضوعية.