ثمانية وثلاثون عملاً فنياً تصوير بخامة الأكرليك هي حصيلة ما تقدمه الفنانة السكندرية جيهان سليمان في معرضها السابع بقاعة "المسار" وهي تقدم تجربة تستحق أن تشاهد أكثر من مرة للوقوف علي مفرداتها التشكيلية وحلولها اللونية المحسوبة بدقة متناهية، خطوط مستقيمة لبنايات شاهقة تكسر حدتها عناصر عضوية وخطوط لينة لأدوات منزلية، مساحات من اللون لباليته خاصة تعالج حدة هذه الخطوط لتكسبها قدراً من الإنسانية. تقول الفنانة جيهان سليمان عن تجربتها: في تجربتي السابقة كنت أنساق وراء التقنية اللونية فكان شغلي الشاغل "سمك" اللون، واللمسات العنيفة والكتل اللونية، وفي هذه التجربة حاولت تقنياً تسطيح مساحات اللون وإن لم تخل اللوحات من بعض الملابس القليلة لكسر حدة التسطيح اللوني، اعتمدت في هذا المعرض علي البنيان المعماري كمثير رئيسي فاحتفظت بالشكل الخارجي للمباني في ذاكرتي البصرية وكثير من المباني اللافتة للنظر والتي تعتبرها خطأ معمارياً مازالت تستوقفني حتي الآن واحدة من هذه العمارات مازالت موجودة في منطقة بحري بالإسكندرية وهي عبارة عن مكعب مجرد بدون أي حليات والحقيقة أن أغلب العمارات الجديدة عبارة عن "بلوكات"، مثلت هذه البلوكات أهم مثيراتي الفنية إضافة إلي مراحل العمل في البناية بدرجاتها الرمادية والحمراء، سنلاحظ هذه الدرجات اللونية في لوحاتي، كما أنني اختزلت شكل المباني من الخارج وأضفت إليها الشكل من الداخل، ليس كمقطع داخل ولكن كمفردات للأشياء المستخدمة داخل المنزل لأنها تخضع جميعاً لقانون رياضي وأي عنصر استخدمته للمأكل أو المشرب أيضاً خاضع لقانون رياضي، لذلك اهتم جيداً بالبناء الهندسي لعناصري علي سطح اللوحة، وأنا اعتمد اعتماداً أساسياً علي اللون وعلي كل مصور أن يعرف جيداً الباليتة الخاصة به وكيف يوظفها لأن التصوير هو اللون. وأضافت رؤية البحر في الإسكندرية وخط الأفق الذي يأخذنا إلي اللا حدود ونضارة الجو خاصة في الشتاء لها أكبر الأثر في الإحساس بطزاجة اللون في لوحاتي وساعدني علي هذا استخدامي للألوان الأكرليك التي تعطي لمعة ما لا تتغير هذا فضلاً عن أنها ألوان عديمة الرائحة علي عكس ألوان الزيت والتي كنت استخدمها في معارضي السابقة علي الرغم من صعوبة خامة الأكرليك لسرعة جفافها وصعوبة خلط بعض الألوان. تكمل: الخطوط الهندسية هي الطافية علي اللوحات لكني استخدمت ثلاثة عناصر عضوية التفاحة، البرتقالة، الرمانة، إضافة إلي الخطوط المنحنية في الكرسي لإضافة شيء من الإنسانية إلي اللوحات، هذا إضافة إلي معالجتي للخطوط المستقيمة علي شكل متقطع إضافة للدور الذي لعبه الظل والنور في كل اللوحات بشكل مباشر خلق أبعاداً وهمية رغم تسطيح اللوحة واللون.