مرة ثانية أتعرض لأحد أحكام (محكمة) محترمة في دائرة النظام القضائي المصري الموقر، حيث صدر بالأمس حكم محكمة جنح السيدة زينب في قضية جريدة البلاغ والتي نشرت أخبارًا كاذبة عن تورط مجموعة فنانين علي رأسهم الفنان الكبير الأستاذ نور الشريف في قضية أخلاقية مما أثار حفيظة المصريين جميعًا. ولعل في مقال لي عند بداية هذه الأحداث، كنت أعضد من موقف الفنان نور الشريف مستشهدًا ببعض المواقف الإنسانية وعائدًا بذاكرتي إلي نشأة الفنان، وشبابه ودوره في الحركة الفنية المصرية المعاصرة. ولعل ما يجب أن أشير إليه، أنني لا تربطني أية صلة بالفنان نور الشريف سوي مقابلات عابرة في صالونات فنية أو عبر لقاءات مجمعة حيث لا حديث مشتركًا تم بيننا ولم اتشرف بمعرفته معرفة شخصية إلا أنني من تحليل لمواقف عديدة، استجمعتها حينما صدمتني تلك الجريدة والتي نقلت عنها هذه الحادثة الأخلاقية والتي كذبتها بالفطنة وبالرفض للتصديق غير معتمد علي وقائع!! كان حكم محكمة جنح السيدة زينب شافيا لغليل المصريين خاصة المؤمنين منهم بأن رصيدهم في الحياة هو التراث الثقافي والفني بعيدًا عن الخوض في الاقتصاد ومشاكل السياسة ودروبها ولكن الثقافة والفن هما الأصل الناعم الوحيد الذي به غزا المصريون كل بلاد العرب والمتحدثين باللغة العربية. وهؤلاء الفنانون وخاصة نور الشريف هو امتداد لأجيال عظيمة من الفنانين المصريين .. نور الشريف هو من جيلي، حيث جعل من موقعه الفني، منارة اجتهد وبذل حياته كلها من أجل فنه، ورفع قيمة ما يقدمه، وبالتالي كان وما زال أحد روافد الثقافة والفن في مصر وهو ما كنت أنادي به دومًا في منتديات سياسية وفي أمانة السياسات بالحزب الوطني بأنه يجب أن نشيء لجنة للثقافة والأدب والفن في الحزب ومهم جدًا جذب تلك العناصر الوطنية في مجال من أهم مجالات الحياة، لكي تعمل وتنفعل وتفيد بآرائها وأفكارها نهر العمل الحزبي الذي يتبناه مجموعة من رجال وشباب مصر! وكان نور الشريف وزملاؤه في مجال الفن السابع، علي مرمي بصري وفكري ولعل وبذلك الحكم، نضيف إلي نظام القضاء المصري، نجمة جديدة، كما يجب أن نحييه وأن نزيد في تقديره وأن نعمل علي رفع هؤلاء الجالسين علي منصة القضاء إلي أعلي وأن نسمو بهم فوق مصاف الناس، حتي نري من خلال نطقهم بحكم، نور الشريف وأيضاً نري حقا يعود والنور والحق من أسماء الله الحسني! ولعل القاضي في منبره هو خليفة الله في الأرض وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل صدق الله العظيم.