قبل أن تصل إلي عامها الثمانين بأسبوعين، رحلت جميلة الجميلات في تاريخ السينما المصرية، الممثلة القديرة ليلي فوزي، التي غابت وخلفت فراغا ملموسا، في الثاني عشر من يناير سنة 2005 . ولدت ليلي في السابع والعشرين من يناير سنة 1925، وفي العام 1941 بدأت رحلتها السينمائية بدور صغير في فيلم "مصنع الزوجات" الذي أخرجه نيازي مصطفي، وفي العام التالي شاركت بدور مماثل في فيلم "محطة الأنس" للمخرج عبدالفتاح حسن، وارتقت بعدها من الأدوار الثانوية الهامشية إلي البطولة الثانية والمطلقة. بفضل ملامحها الشكلية الموروثة عن أمها التركية، تفوقت ليلي فوزي في تجسيد الشخصيات الأجنبية، ومن ذلك ما نجده في فيلم "بورسعيد"، حيث برعت في دور الجاسوسة البريطانية في العدوان الثلاثي، ولعل ذروة أدوارها في هذا المجال هو ما نجده في "الناصر صلاح الدين"، ومن ينسي الأميرة الصليبية فرجينيا، المسكونة بالقوة والطموح والتطلع إلي الجلوس علي عرش أورشليم، دون مبالاة بالمبادئ أو القيم الأخلاقية؟! ومن ناحية أخري، استطاعت ليلي أن تستعين بجمالها المتفرد كأداة للشر والإغراء غير التقليدي، وفي فيلم "الدخيل"، الذي أخرجه نور الدمرداش سنة 1967، ما يكشف عن موهبتها الأصلية، وهذا الجمال نفسه هو ما أعانها علي التفوق في الأدوار الأرستقراطية، خاصة عندما اتجهت إلي المسلسلات التليفزيونية: "الحرملك"، "جواري بلا قيود"، "بوابة الحلواني"، "قشتمر". أغلقت السينما أبوابها أمام الفنانة القديرة، وعندما ظهرت سنة 1998 في فيلم "ضربة شمس"، برهنت علي ما تملكه من خبرة وموهبة، فهي لم تنطق كلمة واحدة طوال الأحداث، واستطاعت بوجهها المعبر أن تقول الكثير. حظيت ليلي فوزي بتكريم تستحقه، وبرحيلها فقدت السينما المصرية ممثلة محترمة ذات مذاق مختلف. ما أكثر الجميلات في تاريخ السينما، لكنها - عن جدارة واستحقاق - تنفرد باللقب الذي يليق بها: جميلة الجميلات.