حماس تعمل ضد مصر بشكل واضح وفج منذ فترة طويلة في سلسلة لا تنتهي من التحريض والاتهامات كان آخرها الحملة الشرسة ضد مصر بسبب تدعيم الحدود المصرية مع قطاع غزة لوقف عمليات التهريب والتسلل غير الشرعية التي تشكل تهديدا علي الامن القومي المصري كما يؤكد المسئولون الأمنيون في القاهرة، ولكن قبل أن تهدأ الحملة علي مصر بسبب تدعيم الأوضاع الأمنية علي الحدود بدأت حماس هجوما شرسا جديدا علي مصر ولكنه انحدر إلي مستوي جديد من الوقاحة والتطاول لم يشهد من قبل، حيث شن موقع الحركة علي الانترنت هجوما علي اثنين من أجهزة الامن المصرية المهمة وهما جهاز المخابرات العامة وجهاز أمن الدولة وكلاهما يعمل لتأمين مصر من أي معتد داخلي أو خارجي. فجهاز المخابرات المصرية بقيادة الوزير عمر سليمان ورجاله يعمل منذ فترة طويلة في الملف الفلسطيني من أجل التقريب بين الفصائل الفلسطينية لتكون صفا واحدا ضد الاحتلال الاسرائيلي وبالطبع فإن رجال الجهاز يبذلون أقصي ما بوسعهم لتحقيق ذلك كما يعملون أيضا من أجل إنهاء الانقسام الفلسطيني الذي زرعته حماس بسيطرتها علي غزة ورفعها راية العصيان ضد الشرعية الفلسطينية، وطوال أكثر من عامين ونصف العام تحلي رجال الجهاز بأقصي درجات الالتزام منفتحين علي حماس رغم تطاولها المستمر ضد مصر ويقومون أيضا بدور الوساطة في ملف الجندي الاسرائيلي الأسير جلعاد شاليط بين حماس وإٍسرائيل بخلاف مساعيهم لإرساء الهدنة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي حتي لا تزُهق مزيد من أرواح الفلسطينيين سدي كما حدث خلال الهجوم الاسرائيلي الاخير علي غزة نهاية عام 2008، ووسط كل تلك الجهود المخلصة التي نالت استحسان الجميع - بما فيهم قادة حماس في غزة ودمشق - تقوم أبواق حماس الاعلامية بالتطاول علي رجال المخابرات المصرية!! كما أن كلا من جهاز المخابرات وجهاز أمن الدولة التابع لوزارة الداخلية يعملان معاً بتنسيق شديد من أجل تسهيل عملية فتح معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة في ظروف بالغة الصعوبة والتعقيد بسبب حكومة حماس المقالة المسيطرة علي القطاع بعد طرد السلطة الفلسطينية منه يونيو 2007 وبالطبع فإن حكومة حماس تلك لا يعترف أحد بها ولا يمكن التنسيق معها في موضوع مثل المعابر وحركة التنقلات مما يجعل من الصعوبة بمكان تشغيل معبر رفح في ظل تلك الظروف وبرغم ذلك يقوم الجهازان بما بمقدورهما للتشغيل المعبر والسماح بسفر الفلسطينيين منه إلي مصر وإلي العالم وهو أمر محفوف بالمخاطر إذا ترك دون رقابة وتدقيق في هوية العابرين من غزة لمصر حتي لا يتعرض أمن مصر لخطر علي أيدي مجموعة من المجموعات المتطرفة التي ترعرعت بالقطاع علي أيدي حماس. التقرير المنشور علي موقع حماس يوم الاربعاء 5 يناير تضمن معلومات "مفبركة وملفقة" ومسنودة لمصادر غير معلومة وهي الطريقة السهلة لأي صحفي عند الرغبة في تأليف كذبة وخبر مفبرك، متهما كل من رجال المخابرات ورجال مباحث أمن الدولة بتلقي رشاوي من أجل تسهيل عبور الفلسطينيين من معبر رفح، زاعما وجود خلافات ما بين الجهازين. طبعا تفنيد الخبر لا يحتاج لخبرة أي صحفي ويمكن لأي قارئ متابع أن يشم رائحة الكذب فيه من بدايته، ولكن الأهم هو إلي أي مدي ستصبر مصر علي تطاول الأصاغر ضدها؟ وهل نسينا أننا مصريون وأننا عندما سكتنا علي الاهانات ضدنا تعرضنا لما تعرضنا له علي أيدي الجزائريين في السودان، وهل سنسكت مجددا حتي نصبح "ملطشة" من الجميع؟ وكيف يمكن أن يجلس رجال المخابرات المصرية والذين تعرضوا للطعن في شرفهم مع قادة حماس مجددا بعد هذه الأكاذيب؟ كذلك وبصراحة أقول إنه لا يمكن لأي مصري غيور علي بلده أن يقبل أن يعمل كمعول هدم ضده مهما كانت المغريات ولكن يبدو أن هناك من يتجاوز الحدود الحمراء قديما وحديثا، ومن ثم إذا كان هناك من سولت له نفسه من أبناء مصر من حملة الاقلام أن يتطاول عليها وأن يتآمر ضدها فلا يجب أن يترك بدون إخضاعه للمساءلة القانونية، فسمعة مصر لا يجب أن يكون هناك تهاون بمن يمسها من أي طرف.