التعليم جزء أساسي في ثقافة السلام فهو يسهم إسهاما جوهريا في تحقيق المصالحة ومنع الصراعات وإعادة اعمار المجتمعات التي مزقتها الحروب مثل ايرلندا الشمالية وجنوب أفريقيا وفرنسا وألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية وبولندا ودول البلطيق بعد نهاية الحرب الباردة.. من هنا تأتي توصيات معهد الولاياتالمتحدة للسلام بإنشاء ما يسمي باللجنة الاستشارية الوطنية للتعليم في كل من إسرائيل وفلسطين والتي ستكون مهمتها التعرف علي التحديات الداخلية وتمهيد المجتمعات للسلام علي أن تقدم كل لجنة تقريرا إلي وزير التعليم في الدولتين وللمبعوث الخاص للشرق الأوسط، وكذلك إنشاء لجنة استشارية مشتركة للتعليم بين الطرفين يوجد فيها ممثلون من اللجنة الآنف ذكرها ، ويمكن أن يضاف إليها خبراء في التعليم الدولي وذلك لتحديد التحديات المشتركة والحلول ومجالات التعاون. وأكد المعهد في تقرير أعده مع عدد من منظمات المجتمع المدني بمثابة روشتة لتحقيق السلام في المنطقة أن إدراج القضايا التعليمية في مفاوضات الحل النهائي بين الفلسطينيين والاسرائيليين (والتي طالما تم اهمالها) يزيد من فرص النجاح للتوصل لسلام دائم في المنطقة. ويضيف التقرير أن منظمات المجتمع قد حاولت ملء هذا الفراغ علي نطاق صغير عن طريق إعداد البرامج التعليمية والمشاريع التي تشمل تحليل المناهج الدراسية وإيجاد مناهج جديدة وتوفير فرص التعليم للشباب والمعلمين، وهو ما يمكن البناء عليه في المستقبل. ويقول التقرير إن اصلاح التعليم يجب أن يأخذ في الحسبان الانقسام بين فتح وحماس من حيث توفير المناهج التعليمية وإعداد المؤسسات التعليمية والتي سيكون من شأنها لم شمل الطرفين في اجراء لبناء الثقة بين الطرفين تمهيدا لبناء الثقة مع الطرف الاسرائيلي، وذلك من خلال عقد اجتماعات دورية بين وزيري التربية والتعليم في البلدين لمناقشة وضع نظم تعليمية جديدة لإعداد الشعبين لتقبل السلام.