قالت مالين كاري سفيرة السويد بالقاهرة إن المبادرة التي تبنتها بلادها وصدر بشأنها قرار من دول الاتحاد الأوروبي يجعل القدس عاصمة للدولتين أساء للعلاقات مع أمريكا وإسرائيل مؤكدة أن المبادرة ليست وعد بلفور جديد. المبادرة السويدية الخاصة بعملية السلام لاقت ترحابا كبيرا لدي العرب، تري ما هي الدوافع التي حملت السويد لتقديم هذه المبادرة إلي الاتحاد الأوروبي خصوصا في هذا التوقيت؟ - عدد كبير من دول الاتحاد الأوروبي لديهم قناعة بإن الاتحاد لابد أن يكون له دور قوي في عملية السلام في الشرق الأوسط وضرورة التحرك في هذه العملية وساعدت هذه القناعة السويد علي طرح مسودة اقتراح لعملية السلام في الشرق الأوسط وخاصة جزئية القدس عاصمة للدولتين. إلي أي مدي ستسهم هذه المبادرة في إحداث السلام في الشرق الأوسط؟ - مجلس وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اتخذ هذا القرار ويجب أن يكون هناك تحرك لدي المسئولين حيث ستنتهي رئاسة السويد للاتحاد الأوروبي بعد غد الجمعة وابتداء من شهر يناير ستقوم "كاثرين اشتون" وزير خارجية الاتحاد الأوروبي وهي التي ستتولي تنفيذ هذا القرار ومتابعته وسبق أن صرحت بذلك في معرض حديثها عن السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي في الفترة المقبلة وهو تصريح أراه قويا ويخص الشرق الأوسط بالدرجة الأولي. في رأيك ما العوامل التي تحدد تنفيذ هذا القرار؟ - التنفيذ متوقف علي توجهات الأطراف الفلسطينية والإسرائيلية وأيضا انجاز المصالحة الداخلية بين الفلسطينيين وكذا طبيعة التدخل الأمريكي في ظل عدم وضوح آراء الكثيرين. أوروبا وبالأخص بريطانيا كانت اللاعب الرئيسي في إنشاء وطن قومي لليهود "وعد بلفور" هل سيكون هذا القرار الأوروبي "بلفور جديد" لصالح الفلسطينيين ويساعد الأوروبيون الفلسطينيين في تأسيس دولتهم؟ - لازال الوقت مبكرا للحديث عن شيء مماثل لوعد بلفور والمبادرة السويدية بأن القدس عاصمة للدولتين بعيدة المقارنة بوعد بلفور لأن مثل هذا الوعد يعد آخر مرحلة قبل التنفيذ ولا أحد يستطيع اتخاذ هذا القرار دون اتفاق الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي. هل هذا القرار سيؤثر سلبًا علي العلاقات السويديةالأمريكية والإسرائيلية؟ - الاتحاد الأوروبي علي اتصال مباشر بالولاياتالمتحدةالأمريكية وظهر ذلك جليا في قمة الاتحاد الأوروبي الولاياتالمتحدة للتغير المناخي وربما يوجد تلميحات بأن القرار الذي تبنته السويد لا يلقي قبول الجانب الأمريكي أما عن العلاقات السويدية الإسرائيلية فجيدة وإسرائيل كانت ستعترض علي هذا القرار أيا كانت الدولة التي ترأس الاتحاد الأوروبي، وهناك جزء من الخلاف بين إسرائيل والسويد لم يكن كله متعلقا بعملية السلام في الشرق الأوسط بل بخصوص موضوع تم نشره في الصحافة السويدية اعتبرته إسرائيل ضد السامية. ونظرا لوجود حرية للصحافة في السويد لم تعلق الحكومة السويدية علي ما نشر مما ضايق إسرائيل، كما أن ادعاء اتهم المزيفة أنهم حصلوا علي نسخة من قرار الاتحاد الأوروبي بأن القدسالشرقية عاصمة للفلسطينيين فهو شئ داخلي وليس رسميا ومجرد مناقشات داخل الاتحاد الأوروبي والمستند الوحيد الرسمي هو القرار الذي أصدره الاتحاد، أما الإسرائيليون فكان هدف ادعاءاتهم هو وجود فرصة للتفاوض في القرار، ونحن نتعجب من معرفة إسرائيل للمناقشات التي كانت تدور داخل الاتحاد الأوروبي واعتراض إسرائيل الوحيد أنهم يطلعون علي موضوعات المفاوضات وليست شروط المفاوضات.