غرقت روتانا في الديون وأصبحت محاولة إنقاذها إما بالدخول في شراكة سواء بالدخول في شراكة مع نيوز جروب أو بالتعاقد مع والت ديزني كما أعلن في مؤتمر الرياض في الأسبوع الماضي، فقد وصل حجم الديون إلي أرقام تفوق حد التصورات وهي التي أثقلت كاهل الشركة ودفعتها لتقليص موظفيها والاستغناء عن نصف قوتها من المطربين. ديون روتانا للشركات التي نظمت حفلات توقيع الألبومات وصلت إلي 3 ملايين دولار وهي جزء من مديونية الشركة الكبري التي يتردد أنها تصل إلي 34 مليون دولار، وأن لبروموسفن وحدها 2 مليون دولار مقابل إعلانات. سائق سميون اسمر يتحول إلي مدير أعمال محمد عبده ورابح صقر وقد أكدت مصادرنا أن شركات تنظيم الحفلات والدعاية والإعلان مثل بروموسفن ما زالت تنتظر دفع مستحقاتها وأن الواقع الفعلي لحالة الشركة المادية يكذب كل محاولات تبييض صفحتها تحديدًا أمام الإعلام، لأن الديون قد جاءت بسبب الفساد الإداري ووجود نوع من المحسوبيات وأكبر دليل علي ذلك أن متعهد حفلات مثل شربل ضومط لم تكن له أي علاقة بالأعمال الإدارية ولكن سالم الهندي نقله من وظيفته الأصلية كسائق علي سيارة سيمون أسمر إلي مدير أعمال محمد عبده ورابح صقر، فيما يتعلق بالحفلات. طوني سمعان يمارس لعبة الثلاث ورقات مع المطربات أما طوني سمعان فهو اليد المحركة لكل الخطط المستقبلية في روتانا ويقال إنه شخصية تلعب بالبيضة والحجر لدرجة أنه يحتفظ بعلاقات جيدة بكل المطربين رغم حالة العداء التي تنشأ بينهم بسببه، فهو علي سبيل الطرائف يمكن أن يتناول غداءه بصحبة نجوي كرم أما طعام العشاء فيكون مع إليسا وفي الصباح يفاجئ الجميع بتعاقد روتانا مع هيفاء وهبي فهو العقل المدبر لذلك لإغاظة إليسا وتوصيل رسالة مهمة إليها وهي أن الشركة قادرة علي جلب منافسات كثيرات لها وبنفس الدرجة والقوة، وهذا هو الأسلوب الذي تسير عليه روتانا كقاعدة في فرض التوازن علي مطربيها، لكنه يكلف الشركة آلاف الدولارات فقد أقام طوني سمعان حفل التوقيع مع هيفاء وهبي علي ضفاف حمام سباحة يمتاز بالموقع السياحي المتميز لأنه لا يفتح أبوابه إلا في الصيف ووصلت تكلفة الحفل إلي 200 ألف دولار، وكان حفل التوقيع قبل زواج هيفاء من أحمد أبوهشيمة بشهر علي أساس أن حفل الزواج سيمنحها حملة دعاية قوية تتزامن مع دخولها إلي الشركة، وبالتالي تصبح هيفاء وسيلة مهمة في كسر شوكة إليسا، وهذه الخطة الجهنمية قد وضعها طوني سمعان وحازت علي إعجاب سالم الهندي، ويقال إن طوني هو الشخصية التي تسيطر علي عقل سالم ويرسم له الخطوط العريضة التي يسير عليها مما أدي إلي وقوع الشركة في الديون في نهاية المطاف. مديرة التسويق تحقق عجزًا مليوناً ونصف المليون دولار وتترك العمل من أسباب تراكم الديون علي روتانا وجود عجز في مبالغ مالية قدرت بمليون ونصف المليون دولار كانت في عهدة مديرة التسويق بالشركة واسمها مايا شمس وهي من عائلة زنتون في صيدا وأمها وأبوها ينتميان للمذهب الشيعي وقد تركت مايا شمس روتانا منذ عام تقريباً بعد أن تزوجت من رجل أعمال مسيحي واعتنقت ديانته ورأت أن تترك عملها بإرادتها لعدم توافقه مع ظروف الزواج إلا أن جرد عهدتها أثبت أنها انفقت مليوناً ونصف المليون دولار علي مجال التسويق بموجب عدة مستندات وأوراق إلا أن المبلغ المنصرف لا يتوافق مع حجم النشاط الذي كانت تقوم به ومن الواضح أنها أمنت نفسها لتصبح بعيدة عن أية اتهامات. تسريح 51٪ من موظفي روتانا والهدف المعلن خفض المصروفات رفض سالم الهندي الإعلان عن عدد الموظفين الذين تخلت عنهم روتانا وقال إن عددهم 12 موظفا من عدة أقسام وأنه قد تم صرف التعويضات لهم حتي لا يبخسهم حقهم وفي الوقت الذي أكد أن عدد موظفي روتانا يصل إلي 1400 موظف قال إن نسبة من استغني عنهم تصل إلي 15٪ وبحسبة بسيطة لا يمكن أن يكون الناتج عن هذه التصفية هو 12 فقط لأن الرقم أكبر من كل التوقعات بما يعني حل الهيكل الإداري للشركة مع الإبقاء علي عدد من الموظفين الأساسيين وقد برر سالم الهندي ذلك بأنه محاولة لضغط المصروفات لتراجع الإيرادات مؤكداً علي أن روتانا ستحافظ علي مدرائها سواء دخلت في شراكة مع نيوز جروب أم لا مع التجاهل التام لمعدل الانفاق في حفل التوقيع والذي كان آخره حفل توقيع ألبوم ماجد المهندس والذي تكلف 200 ألف دولار وتزامن مع الأزمة المالية لدرجة أن البعض قال إن ماجد قد تحمل تكلفة الحفل ولكن مع الكشف عن حجم الأموال المهدرة يتضح أن كل شيء داخل روتانا لا يخضع للمنطق ويبقي بعيداً عن الاتساق. المقاعد الفارغة تجبر روتانا علي توزيع دعاوي مجانية دخول روتانا إلي سوق الحفلات في بيروت أدي إلي إفساد البيزنس المتعلق بها فقد فشل المتعهدون في الخروج من الموسم الفني بأية مكاسب بعد أن هجمت روتانا بأسطول مطربيها علي بيروت مما جعل بعض هؤلاء المتعهدين يطالبون الجمهور اللبناني بمقاطعة الحفلات التي تقيمها روتانا في فترة عيد الأضحي ويبدو أن هذه الدعوات بالمقاطعة قد أتت بثمارها فقد بدت المقاعد في حفلات عبدالله الرويشد ويارا وجواد العلي خالية وتكرر ذلك في غيرها من الحفلات مما جعل الإدارة في مكتب روتانا ببيروت تمنح موظفيها مجموعة من التذاكر المجانية بمعدل 25 دعوة لكل فرد ليقوم بتوزيعها علي معارفه ويؤكد عليهم بالحضور كنوع من حفظ ماء الوجه ولتوفير جمهور قادر علي شغل المقاعد وقد وصل هذا التصرف إلي قمته مع حفل باسكال مشعلاني وفارس كرم لأن نصف الموجودين من الجمهور كانوا يحملون دعوات مجانية وقد جاءت هذه الاعترافات من قبل موظفي الشركة أنفسهم ويبدو أن الأيام المقبلة ستكشف مزيداً من الأسرار حول الحيل التي تلجأ إليها الشركة لخداع المتعاملين معها سواء داخل إدارتها أو في إطار جلب جمهور كاذب للحفلات فبعد أن تم استبعاد 60 مطرباً من الشركة والاحتفاظ بالمطربين الذين يجلبون الأرباح ويتمتعون بالحضور الجماهيري في الحفلات انكشفت الأمور علي حقيقتها وبدت المقاعد فارغة