عصام كامل رئيس تحرير الأحرار اليومية من مزايا الدكتور علي المصيلحي أنه منفتح علي الإعلام بشكل هستيري حيث تراه في الفضائيات وفي التليفزيون وفي الصحف وفي نشرات الوزارة وفي حنفيات المياه.. كل ذلك في وقت واحد زي القطط بسبع أرواح وهو صاحب نظرة حانية لمن يحاوره وعينه دوما علي الكاميرات فأصبح أكثر حضوراً من عادل إمام وأصبح أكثر كلاماً من محمود سعد في البيت بيت أبوهم وأحياناً يجادل في الكبيرة والصغيرة مثل تامر أمين وهو أكثر خجلاً في أحايين كثيرة مثل خيري رمضان الذي يسأل من وراء حجاب. المهم أن الوزير يظهر في كل المناسبات علي غرار اليهودي الذي مات ولده فنشر نعياً بالصحف كوهين ينعي ولده ويصلح ساعات فعندما سقط شهداء مصريون في طوابير العيش لم يخجل الرجل ولم يختف بل ظهر بكل عنترية مؤكداً أن المافيا تسرق قوت الشعب وتطعمه للبهائم وقال ساعتها كلاماً كثيراً نسي الناس علي أثره أنه بطل الكارثة وربما تعاطف معه البعض. أذكر أنني ذهبت لإجراء حوار معه فور توليه المسئولية فلاحظت أنني كلما وجهت له سؤالا نظر إلي المصور وأشار بيديه ليغريه علي التقاط واحدة في هذا الوضع حتي فقدت سيطرتي علي الحوار بسبب انشغال الوزير بالمصور فلم يكن مني إلا أن طردت المصور حتي انفرد بالمصيلحي!! ورغم أن عهده زخر بكثير من المآسي وربما حركات احتجاج شعبية وضحايا في الطوابير إلا أن الرجل ظل متماسكاً بشكل يدعو للاندهاش وفي كل مرة نقرأ أخباراً عنه ومنه وإليه وكأنه استقل بوزارته فلم نقرأ يوما توبيخاً من رئيس الوزراء لوزير التضامن الذي حظي بضم وزارتين في وزارة واحدة. والمتابع جيداً للدكتور علي المصيلحي في أدائه سيكتشف دون معاناة أننا نسمع ضجيجاً ولانري طحيناً ففي عهده وصل القمح المسموم إلي أفواه المصريين وتذوقنا طعم الخبز مخلوطا بالسوس وبدأنا نتجرع يوما بعد يوم حديثا حول تحرير سعر الخبز تحت دعوي أن المافيا تسرق حقوق الغلابة. واخترع الرجل أساليب جديدة بداية من فصل الانتاج عن التوزيع وحتي تعيين شباب التوك توك للتوزيع علي البيوت ومع ذلك كله مازال المواطن البسيط يقضي نصف عمره في انتظار ممل لم يقفه علي طوابير الدجاج عندما كانت مصر فقيرة في هذا المجال. والمتابع الجيد لمسيرة الدكتور علي المصيلحي سيكتشف أن للرجل أبوين دعيا له في يوم كانت أبواب السماء علي مصراعيها ففي كل أزمة يكون هو سببها يتحول بقدرة قادر إلي بطل تطارده وسائل الإعلام وهو يمثل دور المنقذ.