عشقهم للتراث جعلهم يسعون لتحقيق هدف واحد ولكن طريقهم لم يكن مفروشا بالورود لكنهم رغم ذلك نجحوا في تجاوز ما واجههم من صعوبات ابرزها تجاهل المسئولين والمتخصصين إلي أن توصلوا لابتكار برنامج الكتروني يستخدم في تلوين الأفلام الأبيض والأسود للمحافظة علي تراثنا الفني وهو ما يعتبر نقلة تكنولوجية في عالم الصور والأفلام وهو ما اهلهم للحصول علي المركز الأول في مسابقة " صنع في الوطن العربي ". إنهم نورا عبد المعز مدرس مساعد قسم تكنولوجيا المعلومات ،علاء الدين عباس مدرس بقسم هندسة الاتصالات ود. محيي الدين هدهود عميد كلية الحاسبات والمعلومات جامعة المنوفية و الذين جمعهم هدف واحد وهو ابتكار برنامج يتيح تلوين الصور والأفلام القديمة حيث إن كثيرا من الباحثين يهتمون فقط بالموضوعات العلمية لكن عشقهم لتراثنا الفني دفعهم إلي التفكير في إبتكار هذا البرنامج وهو نظام أوتوماتيكي قوي لتلوين الأفلام القديمة في أسرع وقت ممكن. لكن خروج هذا الابتكار الي النور لم يخل من المصاعب و كان أولها في الحصول علي فيلم قديم به دقة بصرية واضحة كما تشير نورا عبدالمعز التي ظلت طويلا تطرق علي أبواب المسئولين المتخصصين بهذا المجال ولكن بدون نتيجة،فكان الحل الوحيد الذي لجأوا إليه هو تنزيل الأفلام من علي شبكة الانترنت ولكن جودتها لم تكن بالقدر الكافي لتطوير الفيلم وتحويله، حيث تكمن الصعوبة في معرفة أصل اللون الموجود في لقطة الفيلم، لذلك كانوا يطرحون أكثر الاحتمالات التي تعطي نفس متوسط اللون المكون من ثلاثة مركبات هي :" الأحمر - الأخضر - الأزرق ". يوضح لنا د.علاء ميكانيكية عمل البرنامج حيث يقوم إلكترونيا بنقل الألوان تلقائيا من الصورة المدخل عليها الألوان لباقي الصور الأبيض والأسود، حيث يقوم المستخدم بتحديد مشاهد الفيلم قبل بدء التلوين ويتم تلوين أول صورة في المشهد بمساعدة المستخدم ثم يعمل النظام علي توزيع نفس الألوان علي باقي الصور في المشهد حيث تستخدم مصفوفة الحركة بين الصور لنقل الألوان اوتوماتيكيا من الصورة الأولي لباقي الصور. وتعتبر الميزة في البرنامج كما اوضح في سهولة تعامل غير المحترفين معه هذا بمرونة علي عكس النظام التقليدي الذي كان يجبر المستخدم علي تلوين كل مشهد وكل صورة بالفيلم ويتيح تلوين فيلم به 15 ألف اطار في مدة لا تتجاوز 140 ساعة بدلا من استغراقها شهورا بالطريقة التقليدية، كما أنها طريقة جديدة تعلي من قيمة الأفلام الأبيض والأسود و تتيح الاستمتاع بمشاهدتها بشكل جديد ومثير من خلال رؤية الفنانين القدامي بألوان عصرية مما يجذب كثيرا من الشباب لمعرفة تراثهم الفني القديم، ولا يقتصر دوره علي الافلام الابيض والاسود حيث يمكن استخدامه في تصليح اللقطات "المعطوبة" في الأفلام المنتجة حديثا. ولتميز المشروع حصل علي المركز الأول في مسابقة "صنع في مصر" كما أيضا علي نفس المركز في مسابقة صنع في الوطن العربي التي أقيمت تحت رعاية المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا. ولكي يكون لهذا الابتكار قيمة حقيقية يتمني اعضاء الفريق ان يستخدم في تلوين تراثنا الفني من الأفلام التراثية والخطب الرئاسية للزعماء التي يجهلها جيل الشباب الحالي رغم اهميتها.