أكد المهندس سامح فهمي وزير البترول أن مشروع خط غاز الصعيد يمثل أحد أهم المشروعات المحورية لبرنامج الرئيس مبارك لما له من بعد استراتيجي واقتصادي يمتد لفترات طويلة في سبيل تحقيق النهضة التنموية المشنودة لصعيد مصر ويسهم في تحقيق نقلة جديدة لمحافظات الصعيد يتم فيها التركيز علي خلق أنشطة صناعية كنشاط أساسي إلي جانب الزراعة والسياحة وما يصاحب ذلك من جذب للاستثمار وتوفير فرص عمل جديدة لأبناء الصعيد أسوة بما تم في شمال الوادي. جاء ذلك خلال الزيارة التفقدية لوزير البترول يرافقه اللواء مصطفي السيد محافظ أسوان وقيادات قطاع البترول للمرحلة الأخيرة من خط غاز الصعيد الذي ينتهي في محافظة أسوان. قام وزير البترول ومرافقوه بتفقد محطة تخفيض الضغط غرب أسوان التي تبلغ طاقتها 10 آلاف متر مكعب في الساعة التي نفذتها شركة غاز مصر، كما تفقد مجمع البلوف رقم 19 الذي نفذته شركة بتروجيت والذي يتم من خلاله تغذية المنطقة السكنية بغرب أسوان من خلال خط أنابيب طوله 11 كيلومتراً، كما يتم كذلك تغذية منطقة شرق أسوان عن طريق خط طوله 21 كيلومتراً الذي عبر نهر النيل بطول 1.7 كيلو متر ليصل إلي أبعد نقطة صناعية بأسوان وهي مصنع كيما للأسمدة بالإضافة إلي تغذية المناطق السكنية والمدن الجديدةبأسوان. وأشاد وزير البترول بأداء مستوي شركات البترول المصرية القابضة لجنوبالوادي والقابضة للغازات وبتروجيت وإنبي وغاز مصر وجاسكو التي نفذت هذا المشروع الحيوي في زمن قياسي باستخدام أحدث التكنولوجيات ونجحوا في التغلب علي التحديات الصعبة التي واجهت تنفيذه والتي تمثلت أهمها في التعديات الثلاث وعبور نهر النيل في الكريمات والمنياوأسوان بالإضافة إلي مرور مسار الخط بالعديد من المناطق الصحراوية والجبلية الوعرة ووجود الكثير من التقاطعات مع الطرق والسكك الحديدية والترع والمصارف بالإضافة إلي الظروف المناخية القاسية التي تتميز بها الطبيعة الجغرافية علي طول مسار الخط من دهشور إلي أسوان بطول 930 كيلومتراً، وأضاف إنه من أهم التحديات التي واجهت تنفيذ المشروع توفير التمويل اللازم له حيث بلغت استثماراته حوالي 5.7 مليار جنيه والذي نجح قطاع البترول في توفيرها من عدة مصادر عربية وعالمية مما يعكس الثقة في الاقتصاد المصري بصفة عامة وقدرة قطاع البترول بصفة خاصة. وأشار وزير البترول إلي أنه باكتمال مشروع خط غاز الصعيد الذي لا يقل أهمية عن مشروعي السد العالي وقناة السويس سيتم تأمين إمدادات الطاقة للصعيد من خلال مصدر دائم ومستقر بما يؤدي إلي وفر في استهلاك المنتجات البترولية السائلة بالإضافة إلي توفير الغاز الطبيعي لمصنع كيما للأسمدة ضمن خطط تجديد وتطوير المصنع مما يساهم في حل نموذجي لمشكلة رئيسية مادام وقفت عائقاً في زيادة إنتاجه ورفع كفاءة اقتصادياته وتحسين المعايير البيئية له في ضوء الأهمية الاستراتيجية لهذا المجمع الصناعي الذي له مكانة خاصة لدي شعب أسوان، وأوضح الوزير أن خط غاز الصعيد سيسهم في تشجيع عمليات البحث والاستكشاف في صعيد مصر حيث يسهل ربط أي كشف جديد للغاز في المنطقة مباشرة بالخط وما يصاحب ذلك من ضخ مزيد من الاستثمارات في هذا المجال الحيوي المهم. واستعرض الوزير خلال الزيارة التفقدية التوسعات المستقبلية لمشروع خط غاز الصعيد في ضوء الاحتياجات المستقبلية حيث يتم حالياً إنشاء محطة الضواغط العملاقة بدهشور كمرحلة أولي باستثمارات 1.5 مليار جنيه بهدف تلبية احتياجات محافظات صعيد مصر ومواكبة التنمية الصناعية المتوقعة من خلال إنشاء المناطق الصناعية الجديدة علي طول مسار الخط وتطوير محطة كهرباء الكريمات ومصنع كيما واستخدام الغاز كبديل للوقود السائل والكهرباء، كما استعرض موقف توصيل الغاز الطبيعي للمنازل علي طول مسار الخط حيث من المخطط توصيل الغاز إلي حوالي 850 ألف عميل في المرحلة الأولي حيث تم توصيل الغاز الطبيعي خلال الشهور الثلاثة الأخيرة إلي حوالي 12 ألف وحدة سكنية في محافظات المنياوأسيوط وسوهاج وقنا والأقصر وأسوان، هذا بالإضافة إلي توفير الغاز لما يزيد علي 20 ألف عميل صناعي وتغذية حوالي 16 منطقة صناعية بالغاز الطبيعي وتوفير احتياجات 23 مصنعاً جديداً وإنشاء ما يزيد علي 45 محطة تموين سيارات بالغاز الطبيعي. أكد اللواء مصطفي السيد محافظ أسوان أن مشروع خط غاز الصعيد سيمثل إضافة مهمة وقوية لبرامج التنمية التي تشهدها محافظات الصعيد وأن وصول الغاز الطبيعي لمحافظة أسوان سيلعب دوراً مهماً في جذب الاستثمارات والتنمية الصناعية وتوفير فرص عمل منتجة لشباب أسوان والمحافظات المجاورة، مؤكداً أن وصول الغاز لأسوان كان حلماً يراود أبناء المحافظة وأشاد بمستوي أداء الشركات البترولية في تنفيذ الخط خاصة في المرحلة الأخيرة في أسوان التي تمت في وقت قياسي وبمستوي أداء متميز. كما تفقد المهندس سامح فهمي وزير البترول ومرافقوه موقع حقل البركة أول اكتشاف بترولي تم تحقيقه بجنوب مصر بمنطقة كوم إمبو، حيث أكد المهندس هاني الشرقاوي رئيس شركة دانا غاز الإماراتية العاملة بالمنطقة أن أهمية كشف البركة -1 أثبت تواجد نظام بترولي كامل وناجح في جنوب مصر علي عكس الاعتقاد الذي كان سائداً من قبل مما جعل منطقة جنوب مصر ضمن قائمة اهتمام الشركات العالمية التي تعمل في مجال البحث والاستكشاف، مشيراً إلي أن اكتشافات البركة -1،2،3 أكدت تواجد الأحواض الترسيبية المحتوية علي البترول في طبقات مختلفة وطبقات جديدة، مما يعني أن أسرار هذه المنطقة لم تتكشف بعد، وأوضح أن هذه الأحواض شبيهة بالأحواض الترسيبية التي اكتشف بها بترول بالسودان. أشار إلي أن الإنتاج من حقل البركة منتظم منذ ديسمبر 2007 وأن نسبة نجاح حفر الآبار بالحقل بلغت 100٪ بعد أن كانت هذه النسبة لا تتعدي 5٪ عند بدء العمل بالمنطقة، وأن احتياطيات حقل البركة تقدر بحوالي 23 مليون برميل زيت وإنتاجه يبلغ حالياً 325 برميل يومياً يتم شحنها إلي معمل تكرير أسيوط وأن اجمالي الإنتاج التراكمي منذ ديسمبر 2007 وحتي الآن بلغ حوالي 75 ألف برميل. أضاف أن الشركة تخطط لحفر المزيد من الآبار الإنتاجية بالمنطقة بهدف الوصول إلي معدلات إنتاج في حدود 2500 برميل يومياً، مشيراً إلي أن استثمارات دانا غاز في منطقة كوم امبو بلغت 33 مليون دولار، وأشاد رئيس شركة دانا غاز بتشجيع وزارة البترول وتوفير جميع التسهيلات للشركة لتحقيق النجاح في هذه المنطقة البكر.