كوبنهاجن - إبراهيم رمضان - وكالات الأنباء بعد أكثر من اثنتي عشرة ساعة من الموعد المقرر لإنهاء أعماله واصل مؤتمر الاممالمتحدة حول المناخ صباح أمس مناقشاته في كوبنهاجن بدون الاتفاق علي مستقبل مكافحة الاحتباس الحراري، فالإعلان السياسي الذي جمع أقل من ثلاثين بلدا، والذي أعلنه الرئيسان الامريكي باراك أوباما والفرنسي نيكولا ساركوزي بشكل متسرع بعض الشيء أمس الأول علي إنه اتفاق، كان لا يزال موضع مناقشات أمس اتسمت بالحدة بين الوفود، في الوقت الذي واجه فيه هذا الإعلان انتقادات عنيفة من قبل العديد من الدول. الإعلان نص علي حد ارتفاع حرارة الكوكب بدرجتين مئويتين قياسا إلي مستوياتها قبل الثورة الصناعية، كان موضع مناقشات حادة منذ مساء يوم الخميس الماضي بين رؤساء الدول والحكومات. كما أن الاتفاق الذي نص علي انشاء صندوق خاص ومبلغ سيرتفع تدريجيا الي مائة مليار دولار بحلول العام 2020، لصالح الدول الاكثر ضعفا بشكل أولوي، جري التفاوض علي ذلك الإعلان سرا وراء الابواب المغلقة، ما يتعارض مع القواعد المتعددة الاطراف للأمم المتحدة. وقد توالت ردود الأفعال علي مسودة الاتفاق النهائي لقمة كوبنهاجن، فقد اعتبر الموفد السوداني لومومبا ستانيسلاس ديا -بينج الذي تترأس بلاده مجموعة ال77 (130 بلدا ناميا) ويمثل هذه المجموعة في مؤتمر المناخ بكوبنهاجن، أن الاتفاق الذي تم التوصل اليه في العاصمة الدنماركية هو "الأسوأ في التاريخ". وقال لومومبا إنه لا يوجد حتي الآن اتفاق، مشيرا إلي طرح مجرد مشروع إعلان يجب أن يقر. كما أشار إلي أن الصين "لم تعلن موقفها رسميا". وفي الوقت نفسه، احتج عدد كبير من مندوبي دول الجنوب بشدة أمس مع بدء جلسة مؤتمر الاممالمتحدة حول المناخ ضد مشروع الاتفاق الذي تم التوصل إليه أمس الأول، معتبرين انه "مغاير" لعملية الاممالمتحدة. وأعرب مندوب ارخبيل توفالو، في المحيط الهادئ، عن معارضته الشديدة للاتفاق الذي حدد درجتين مئويتين كحد اقصي لارتفاع حرارة الارض وشبهه ب"حفنة من الأموال من أجل خيانة شعبنا ومستقبلنا". وطالب مندوب هذا الارخبيل بتحديد ارتفاع درجة الحرارة ب1,5 درجة وإلا فإن بلاده ستغرق تحت الماء، علي حد وصفه. من جانبها، أعربت بوليفيا أيضا عن معارضتها التامة للوسائل التي اعتمدت في القمة، متهمة رئيس الوزراء الدنماركي لارس لوكي راسموسين، رئيس المؤتمر، بأنه "يقف عقبة أمام الديمقراطية والشفافية". كما اتهمت مندوبة فنزويلا راسموسين بأنه "قام بانقلاب علي الاممالمتحدة". وبالنسبة لكوبا، فوصفت الرئيس الأمريكي باراك أوباما بأنه تصرف كامبراطور وأعلن عن اتفاق غير موجود. وفي إطار المعارضة لنتائج القمة، انتقد دعاة الحفاظ علي البيئة أمس الأول اتفاق الحد الأدني الذي توصل إليه الوسطاء الدوليون بهدف إبطاء ظاهرة الاحتباس الحراري ، حيث قام نشطاء بحلق شعر رءوسهم بسبب خيبة الأمل التي اصيبوا بها. وقالت منظمة السلام الأخضر في بيان صدر بعد اتفاق اللحظة الأخيرة بين زعماء دول العالم علي هامش مؤتمر الأممالمتحدة في كوبنهاجن إن "المفاوضات التي أجريت تحت رعاية الأممالمتحدة فشلت ، ولم تتمكن من التوصل إلي اتفاق يقترب حتي مما هو ضروري للسيطرة علي تغير المناخ". وأضافت أن الاتفاق فشل في وضع "جدول زمني واضح وتفويض" لمعاهدة ملزمة يتم التوقيع عليها وأعربوا عن خيبة أملهم إزاء الدور الذي لعبه الاتحاد الأوروبي. من جانبه، قال رئيس الوزراء البريطاني "جوردون براون" إن مسودة الاتفاق التي تم التوصل إليها في قمة المناخ بالعاصمة الدنماركية تحظي تقريبا بتأييد عالمي ، واعتبرها "خطوة أولي" في طريق معاهدة شرعية ملزمة يجب أن تقبل بها جميع الدول. في الوقت نفسه، أعرب إيفو دي بور الأمين التنفيذي لاتفاقية الأممالمتحدة الإطارية المتعلقة بتغير المناخ عن تفاؤله بمسودة الاتفاق التي تم التوصل إليها في قمة المناخ بالعاصمة الدنماركية كوبنهاجن ووصفها بأنها ناجحة. من جهة أخري، اتسم تقييم المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، لنتائج قمة المناخ بالتفاوت، حيث تطرقت الي نقاط ايجابية واخري سلبية. وأقرت ميركل بأن القمة لم تنجح في ربط الدول ذات الاقتصادات الصاعدة والنامية بتعهدات ملزمة بشأن حماية المناخ ، وقالت: "لايزال الطريق إلي اتفاقية جديدة بعيدا"، مشيرة في الوقت نفسه إلي أنه من المخطط عقد مؤتمر بشأن حماية المناخ الصيف المقبل بمدينة بون الألمانية. وفي إطار ردود فعل الصحف البريطانية، تصدرت القمة افتتاحية صحيفة "الجارديان" حيث أكدت أن مجريات ونتائج القمة نمت عن خيبة أمل شديدة. وتقول الجارديان "لقد كان أمام قمة التغيير المناخي ثلاث قضايا: الانبعاث الحراري، والمساعدة المالية، وماهية العمل في المستقبل. وجاءت الاتفاقية التي لم يتم التوصل إليها فعليا من قبل المؤتمر بأسره في كل قضية من هذه القضايا قاصرة.