أقدمت شركة السكر للصناعات التكاملية علي خطوة نحسبها سابقة هي الأولي في النشاط الاقتصادي في مصر بإبرامها اتفاقية تتعلق بصكوك الكربون وهي حوافز تحصل عليها الشركة نتيجة الاتجاه لاستخدام الغاز الطبيعي كوقود نظيف بدلاً من المازوت بمصانع سكر أبوقرقاص بالمنيا. وقع الاتفاقية المهندس حسن كامل رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة السكر والصناعات التكاملية التابعة للقابضة للصناعات الغذائية إحدي شركات وزارة الاستثمار ووسام نادر ممثل شركة أبوظبي لطاقة المستقبل الإماراتية "مصدر" سوف تؤدي الاتفاقية إلي تخفيض كمية الانبعاثات الحرارية لغاز ثاني أكسيد الكربون بكمية تصل إلي 60 ألف طن مكافئ سنويا وذلك طبقًا لاتفاقية كيوتو الدولية مما سيؤدي إلي تحسين ظروف البيئة للمصنع والبيئة المحيطة به، وقد قامت الشركة بالعمل في هذا المشروع باستثمارات حوالي 42 مليون جنيه بجهودها الذاتية. مصنع السكر بأبوقرقاص هو باكورة التعاون في مجال بيع صكوك الكربون حيث يوجد 7 مصانع قصب أخري بالوجه القبلي وسوف تستكمل الشركة جهودها لتعميم استخدام الغاز الطبيعي بجميع مصانعها. قال المهندس حسن كامل "رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة السكر والصناعات التكاميلية: إن حقيقة الاتفاق أن هناك دول تحت خط الانبعاث أي أقل من المسموح عالميا مثل مصر ودول أخري حجم الانبعاث الحراري فيها أكبر من المسموح مثل أمريكا، في حالة مصر يتم منح كوبونات كربون للمنشآت التي تعمل بالطاقة النظيفة أو البديلة وفي حالتنا كمصنع سكر أبوقرقاص نعمل علي توفيق أوضاعنا باستخدام الغاز الطبيعي كوقود بديلاً عن استخدام المازوت، الأمر الذي سيفيد اقتصاد الشركة أولاً بتوفير الملايين من الجنيهات نتيجة التغيير. حيث تكلفة طن المازوت تصل إلي 1000 جنيه بينما المكافئ من الغاز يصل إلي 300 جنيه فقط، والاتفاقية تضمن لنا الحصول علي كوبونات الكربون بعد استخدامنا للغاز في مصانعنا، ويحق للشركة بعد التحويل الحصول علي 570 ألف شهادة كربون خلال عشر سنوات وهي شهادات لها بورصة وسعر عالمي، السعر الحالي للشهادة الواحدة هو 11 يورو وقبل الأزمة العالمية كان 27 يورو.. ستحصل الشركة علي 6 ملايين يورو في العشر سنوات المقبلة. وقال كامل: إن الشركة تحملت جزءًا من الخط الخارجي الواصل من خط غاز الصعيد والشبكة الداخلية وتعديل الأجهزة لتعمل بالغاز والمازوت للطوارئ، وأن الاتفاقية الحالية مع شركة "مصدر" الإماراتية تختص بمصنع واحد وهو أبوقرقاص، وعندنا سبعة مصانع أخري، وهناك فوائد متنوعة لدخول الغاز لمصانعنا بجانب الجدوي الاقتصادية الممتازة وتوفير ملايين من الجنيهات نحن هنا نخدم المجتمع ونحافظ علي صحة أولادنا وزملائنا في المصانع.. ويكفي أن مصنعًا واحدًا كان يستخدم من 16 إلي 18 ألف طن مازوت في العام وهو استهلاك ضخم جدًا ومكلف. أكد كامل أن تكلفة دخول الغاز إلي مصنع أبوقرقاص تصل إلي 24 مليون جنيه، وسوف يبدأ التشغيل في نصف 2010 وسعر الغاز المستخدم يصل إلي 1.7 دولار لكل مليون وحدة إنجليزية.. وأوضح أن الشركة ليس لديها أي هدف من عملية صكوك الكربون إلا التأكيد علي المحافظة علي البيئة والمجتمع المحيط بالمصانع، خاصة أن هذا نهج الشركة ومنذ 1998 نجحنا في إدخال الغاز كوقود بديل عن المازوت حيث قامت الشركة باستبدال المازوت كوقود بالغاز الطبيعي بمنطقة الحوامدية منذ عام 1998 حفاظًا علي البيئة الهوائية والإقلال من التلوث. بينما أشار عارف الفرا مطور المشروعات بشركة مصدر الإماراتية المهتمة بهذا الشأن، إلي أن كل شهادة كربون يقابلها طن من ك أ2 وتلك الشهادات يتم حسابها طبقًا للفروق في الضرر والوقاية حسابيا مثلاً في حالة استخدام المازوت هناك أرقام تنتج عبارة عن ترجمة حقيقية للمساهمات في الاحتباس الحراري، بينما في حالة استخدام الطاقة النظيفة مثل الغاز الطبيعي يتم حساب الفوائد التي تصب بشأن التقليل من أضرار الاحتباس الحراري وهناك دول مطالبة بتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون عن طريق تطبيق حزمة إجراءات أو شراء شهادات الكربون وهذا الاتفاق هو الأول لنا خاصة بعد أن علمنا بأن الحكومة المصرية ووزارة البترول قامت بتنفيذ خط الغاز بالصعيد، وإدخال الغاز إلي المصانع مما سيساهم بدرجة كبيرة في تغير شكل التنمية ويجعلها نظيفة ويساهم أيضًا في خفض تكاليف الإنتاج، ولنا تجارب ومشاريع في جنوب أفريقيا والمغرب وأوزبكستان.