أكد نجل رئيس الهيئة العامة للكتاب الراحل الدكتور ناصر الأنصاري أنه سيقوم بنشر أوراق والده التي لم ينشرها قبل رحيله، كما هي دون أي تدخل فيها، وأضاف أنه بصدد إطلاق موقع إلكتروني يحمل اسمه، في رده علي طلب الروائي يوسف القعيد، في الاحتفالية التي أقيمت بدار الأوبرا المصرية مساء السبت لتأبين الأنصاري. كان يوسف القعيد قد طالب نجل الراحل بنشر الأوراق التي كتبها الأنصاري بخط يده قائلا: "أتمني أن يحسم محمود نجل الفقيد أمره ويقوم بنشر يوميات والده، التي كتبها تحت عنوان (أنا والسرطان)، لأنها من حق الناس ومن حق والده أيضا، كما ينشر الرسالة الطويلة التي أرسلها لزوجته ووالدته من فرنسا، عقب تسلمه لإدارة معهد العالم العربي هناك". حضر الاحتفالية عدد كبير من بينهم: الدكتور حسين كامل بهاء الدين وزير التعليم الأسبق، والدكتور عماد أبو غازي أمين المجلس الأعلي للثقافة، والكاتب حلمي النمنم نائب رئيس هيئة الكتاب، والدكتور صابر عرب رئيس دار الكتب والوثائق القومية، والناشر إبراهيم المعلم صاحب دار "الشروق"، وفنان الكاريكاتير مصطفي حسين والدكتور عاطف العراقي، والدكتور حامد عمار وغيرهم، وقدم فيها فنان العود نصير شمة بعض المقطوعات الموسيقية التي أحبها الأنصاري وداوم علي سماعها منه منذ تعرفا في معهد العالم العربي بباريس، كما عرض فيلم قصير عن حياة الأنصاري بعنوان" ناصر الأنصاري .. شهادة تاريخ" من إخراج محمد كامل القليوبي. وفي بداية الاحتفالية تحدث القعيد عن علاقته بالراحل قائلا: "عرفته لأول مرة حينما قابلته بالصدفة في مكتب الدكتور مصطفي الفقي برئاسة الجمهورية، وظلت علاقتنا قائمة منذ ذلك الوقت وحتي إصراره علي حضور اجتماع الهيئة الخاص بمعرض الكتاب في العام قبل الماضي بالرغم من مرضه، وقد كان نظيف اليد وهي النظافة التي تحتاجها مصر حاليا، كما كان صاحب خلق رفيع، ولم يرغب في استكمال استمارة الاستبيان التي وزعتها الهيئة مع كتب مكتبة الأسرة لتعرف آراء القراء في الكتب والكتاب وذلك خوفا علي ما قد يتعرض له بعض الكتاب من حرج". وفي الفيلم التسجيلي أشار القعيد لدور الأنصاري في تأسيس مهرجان الموسيقي العربية وحرصه عليه لمواجهة رياح التغريب، وإنشائه للمكتبة الموسيقية بدار الأوبرا، وإرسائه لحقوق المؤلفين بهيئة الكتاب، وإرساء تقليد ضيف شرف معرض الكتاب، وأضاف القعيد: "قلّت في عهده مصادرات الكتب التي كان يشكو منها الناشرون والكتاب العرب". ونيابة عن وزير الثقافة قال محمد غنيم مستشار الوزير: "ترك الأنصاري وراءه قواعد للعمل بدار الأوبرا ما يزال رؤساؤها يسيرون عليها من بعده، وهو لم يكن ليمنح رئاسة المعهد العربي إلا إذا كانت ثقافته شاملة، وقد تميز عمله الوظيفي بالحزم والتواضع وقدم إنجازا رائعا بتحقيق كتاب (العقد الفريد)". وقال الدكتور مصطفي الفقي رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب: "حزننا عليه مشوب بالارتياح، لأنه أدي رسالته في كل المجالات التي تبوأها، وقد عاصرته أمينا في رئاسة الجمهورية، وعرفت فيه الخصال الطيبة التي أبقي عليها في كل الوظائف التي تولاها، وقد حظي بتأييد عربي كبير أثناء رئاسته لمعهد العالم العربي وحظي بالاحترام من الجانب الفرنسي". أما الدكتور صابر عرب، فقد رأي أن وزارة الثقافة شرفت بقيادته لبعض المؤسسات الرفيعة لما يقرب من 15 عاما وقال: "لقد كان إنسانا بقدر ما كان مسئولا". ورافق الاحتفالية توزيع كتيب عن الراحل تضمن بعض صوره العائلية، إلي جانب كلمات كتبها عدد من الكتاب المصريين والعرب منهم: غنيمة المروزق ومني رجب والطيب ولد العروسي والدكتور بدر الدين عرودكي وعبده مباشر والدكتور عماد أبوغازي ونبيل فرج، ويوسف القعيد، كما قام عبد المنعم كامل مدير دار الأوبرا بمنح محمود الأنصاري درع الأوبرا.