كشفت دراسة أمريكية أن أغلب ضحايا العمليات الارهابية التي يقف وراءها تنظيم القاعدة منذ عام 1995 وحتي 2008، هم من المسلمين علي عكس ما يبدو ظاهرا ويقوله قادة التنظيم الارهابي عن أن الضحايا المسلمين يسقطون نادرا في هذه العمليات. وقالت الدراسة التي أعدها مركز مكافحة الارهاب بالأكاديمية العسكرية في "ويست بوينت" بولاية نيويورك، ان 15٪ فقط من ضحايا العمليات الارهابية للقاعدة في الفترة بين (2004-2008) وعددهم 3010 ضحايا كانوا من الغربيين، بل انه في الفترة بين 2006 و2008 انخفضت النسبة إلي 2٪ فقط أي 12 ضحية غربية من أصل 661 بينما كان 98٪ من الضحايا هم سكان الدول ذات الغالبية المسلمة وكثير منهم في العراق. وأشارت الدراسة التي صدرت الشهر الجاري إلي أن فرص المواطن ذي الأصول غير الغربية في الوقوع ضحية هذه العمليات هي 54 أضعاف فرص المواطن الغربي. واعتمدت الدراسة علي قاعدة بيانات الأحداث الارهابية التي يوفرها المركز الوطني لمكافحة الارهاب عبر خدمة "نظام تعقب الحوادث في العالم" واختصاره WITS لتبدأ في دراسة 329 عملية ارهابية وقعت خلال أربع سنوات (2004-2008). اللافت في الدراسة أنها اعتمدت علي مصادر اعلامية عربية لاحصاء أعداد الضحايا والمقارنة بين نسب الغربيين والمسلمين لتفادي اتهامات عدم الدقة اذا ما اعتمدت علي مصادر غربية. واعتمد الباحثون الثلاثة الذين أعدوا الدراسة ومنهم عربيان علي أخبار جريدة "الشرق الأوسط" اللندنية ووكالة رويترز وموقع العربية وصحف ووكالات أنباء عربية. وذكرت الدراسة أنه خلال فترة الأربع سنوات الأخيرة وحسب مصادر اخبارية عربية، فان 12٪ فقط من ضحايا عمليات القاعدة كانوا غربيين (371 شخصا)، أما في حال استبعاد تفجيرات مدريد 2004 وتفجيرات لندن 2005، فان النسبة تتراجع إلي 4,4٪. وللتأكد من النتائج التي توصلت اليها الدراسة، قارن الباحثون عمليات القاعدة منذ عام 1995 وحتي 2003 الا أن النتيجة كانت مماثلة: المسلمون هم الضحية الأولي لتنظيم القاعدة. ورصدت الدراسة حسب مصادر عربية أيضا 23 هجوما للقاعدة منهم 20 وقعوا في دول ذات أغلبية مسلمة أما الثلاثة الآخرون فكانوا في هجمات سبتمبر بالولايات المتحدة. وأوضحت أن مجموع الضحايا في جميع هذه الهجمات كان 3454 شخصا منهم 3021 قتلوا في هجمات سبتمبر في أمريكا وحدها، فاذا ما استبعدت هذه الهجمات من الاحصاء فان 19٪ فقط من الضحايا البالغ عددهم 433 شخصا (أي 82 شخصا) هم من الغربيين. لكن الملاحظة الجديرة بالانتباه هنا هو التصنيف الذي صدرت الدراسة علي أساسه وهو الغربيون والمسلمون، وكأنه لا يوجد غربي مسلم أو أن جميع سكان الدول الاسلامية هم مسلمون وذلك بالرغم من أن تنظيم القاعدة في العراق مثلا استهدف المسيحيين كما استهدف الشيعة لأنه يراهم مرتدين وبالتالي فانه كان من المهم توضيح نسب الضحايا في الفئات المختلفة.