مجتمع أبناء وآباء وأمهات الشارع بطبيعته مجتمع متمرد علي الأسرة والمجتمع والظروف حاقد، كاره، كافر بالقيم، العادات والتقاليد غير متعاطف مع الآخر. السبب المباشر تركهم لأسرهم لأسباب عائلية اقتصادية سلوكية بإرادة حرة وإصرار لا عودة فيه رغم حداثة أعمارهم تتلقفهم أيادي من سبقوهم إلي الشارع وقد اندمجوا ضمن تشكيلاتهم العصابية والإجرامية العنقودية المنتشرة والمتشعبة والتي يسهل عليهم التقاطهم وضمهم إلي خلاياهم. جرت العادة في بادئ الأمر الاعتداء الجنسي علي الوافد الجديد سواء كان طفلاً أو طفلة لا فرق لديهم تلك فلسفتهم للسيطرة علي المستجدين ممن تخيروا الشارع بديلا ويتم تناوب الاعتداء الجنسي عليهم وإجبارهم علي إدمان أردأ وأخطر أنواع العقاقير المخدرة ذلك لإذلالهم وإخضاعهم لسلب إرادتهم وكرامتهم وإنسانيتهم البكر ليصبح وحشاً صغيراً في هيئة إنسان يكبر وتكبر معه جميع السلبيات. خبراء أمنيون يرتجفون من تلك الظاهرة وأجمعوا بأن أطفال الشوارع قنبلة موقوتة وشديدة الانفجار تنتظر الشارع المصري فهم أخطر علي مصر من الإرهاب فالتسول والدعارة والمخدرات ظواهر إجرامية طافية علي السطح يسهل مراقبتها ولكن ماذا عن الانضمام إلي تشكيلات عصابية وإرهابية بأجر أو تجنيدهم في خلايا تخريبية لمن يدفع أكثر .. الحياة لديهم تتساوي مع الفناء. ينكرون أسماءهم وأنسابهم عن قصد فلا ولاء لهم لا قيم لا قلب بشري لا عقل ذلك رأي بعض رجال الأمن الذين التقيتهم. أتفق معهم أن واقع مجتمع الشارع وورثته جد بارد مخيف بلا قلب أو عقل بلا مشاعر تلك هي الحقيقة المجردة وبدون عاطفة أيضا. والسؤال هل نترك تلك القضية إلي أن يسقط الحل من السماء علي رؤوسنا هل نكتفي بالمؤتمرات وورش العمل للخروج بالتوصيات التي لا تتجاوز حبرها وورقها واستضافة بعض الخبراء علي الفضائيات وينتهي بنا المطاف بوضع أكفنا علي الخدود. أنا أطرح فكرة تلك الشريحة الاجتماعية لن نجد بينهم مصلحين لذلك أري تجميعهم في معسكرات تعليمية منتجة زراعة صناعة بناء وغيرها علي أن تكون تحت إشراف الدولة ومراقبتها بحيث يستحيل إستغلالهم.. ومحاولة إعادة دمجهم بعد تأهيلهم في مجتمعهم الطبيعي تدريجيا.