من كان يعبد السلم فإنه مات! مساء أمس الأول، وعقب الإعلان عن جولة إعادة في انتخابات الصحفيين بفارق صوتين فقط، كانا يلزمان الأستاذ مكرم محمد أحمد للفوز بمنصب النقيب لعامين قادمين، حمل بعض شباب الصحفيين الزميل المرشح ضياء رشوان وخرجوا به من داخل النقابة إلي سلالمها وهتفوا: عاش السلم.. عاش السلم! عند هذه اللحظة تأكدت أن بعض زملائنا من شباب الصحفيين بحاجة ماسة لمعرفة تاريخ نقابتهم جيدًا، قبل أن يختاروا يوم الأحد القادم نقيبهم القادم، وكذلك تصحيح بعض المفاهيم المغلوطة، وعلي رأسها أن اختيار نقيب الصحفيين لا يتم بالشعارات المضللة وإنما بالمواقف والأفعال. قبل 21 عامًا التحقت للعمل بجريدة "الشعب"، وبالتالي أصبحت نقابة الصحفيين بيتي الأول، وداخلها خضنا العديد من المعارك للحفاظ علي وحدة النقابة، تارة ضد محاولات ضم العاملين بالإذاعة والتليفزيون لعضوية النقابة، مما يعني تحويل حملة الأقلام إلي أقلية في نقابتهم، وكان الشعار الذي جمع الصحفيين في ذلك الوقت هو: عاشت وحدة نقابة الصحفيين. وتكرر نفس الشعار في معركة تبعية النادي النهري للنقابة، الذي تأسس بعيدا عنها ليتبع المجلس الأعلي للشباب والرياضة وليس نقابة الصحفيين، وحين وقف الصحفيون صفًا واحدًا لمواجهة نقابة بديلة أنشأها شخص يدعي المطعني.. وكان الشعار دائما "عاشت وحدة الصحفيين". في 2009 وبدعوي التغيير الغامض، تحول شعار الصحفيين إلي عاش السلم، وكأننا بهذا الهتاف نختصر التاريخ النضالي الطويل لنقابة الصحفيين عبر صحفهم ونقابتهم إلي سلالم النقابة، وليس إلي صلب المهنة التي تعاني الكثير.. ربما لأن بعض الناس لا يدركون جيدا مغزي هتاف أنصار ضياء رشوان لسلالم النقابة.. لكن المعني الذي نفهمه هو أن الدور التنويري الرائد لنقابة الصحفيين قد تلاشي، وتحولت النقابة إلي مجرد سلالم في شارع عبدالخالق ثروت تسعي القوي السياسية شرعية كانت أم غير شرعية للسيطرة عليها. علي سلالم نقابة الصحفيين يجلس زميلنا الفاضل محمد عبدالقدوس وهو يمسك الميكروفون، ويقود تظاهرات ووقفات احتجاجية علي كل لون، وإن كان أكثرها إخواني الطابع.. وحين انتخب الصحفيون الأستاذ مكرم محمد احمد قبل عامين كان احد أهدافه تحرير سلم النقابة من القوي السياسية المختلفة، وإعادة الصحفيين إلي داخل بيتهم، بدلا من الوقوف علي السلالم، فلسنا مثل أي نقابة أخري يحتاج اعضاؤها للتظاهر في الشوارع، فلدي كل منا قلم وصحيفة يكتب ما يشاء.. ويعبر عن رأيه كيفما يري. أما المتظاهرون والمحتجون بداية من سكان زينهم وقلعة الكبش، وانتهاء بالإخوان المسلمين فكان رأي نقيب الصحفيين ومعه الكثيرون هو استضافة المحتجين داخل النقابة، والتحاور معهم والاستماع إلي آرائهم، والتعبير عنها في صحفنا. ويبدو أن الانتخابات التي جرت الأحد، لم تكن من أجل اختيار نقيب لإصلاح أوضاع مهنة الصحافة والعاملين بها خلال العامين القادمين، وإنما استعادة سلالم النقابة، لذلك لم يكن غريبًا تصويت الإخوان والناصريين الذين يرون أنفسهم اصحاب السلم لمرشح السلالم، فما يعنيهم من نقابة الصحفيين ليس أكثر من إعادة احتلال سلالم النقابة.. لكن الرسالة التي ينبغي أن تكون واضحة للجميع هي أنه من كان يعبد السلم فإن السلم قد مات.. ولن نبيع نقابتنا لأي فريق علي حساب حقوق عامة الصحفيين .. يسقط السلم.. تحيا وحدة الصحفيين.