"أبناء الوطن الواحد لهم ملامح متقاربة في لون البشرة والشعر والعينين يرجع ذلك في كثير من الأحيان إلي طبيعة البيئة التي ينتمون إليها والتي لا يقتصر دورها في التأثير علي ملامح المرء الخارجية وإنما يمتد أثرها إلي ملامحه الداخلية أيضا فهي تكسبه عادات وصفات وتشكل جانبا من شخصه لا ينفصم عنه ولكنه وحده من يصنع لنفسه كيانا فريدا عن أقرانه في الثقافة في الرياضة الفن الأدب فتنعكس ملامحه علي وجهه ليكون ملكا لجمال الكون" ..تلك الكلمات التي بدأ بها ملك جمال الكون لعام 2007 جعفر زلزلي أو جيف كما يطلقون عليه وهو شاب في الثالثة والعشرين من عمره ولد في جنوب لبنان حيث نيران الحرب المتجددة دوما والتي حرمته والده وهو لم يتجاوز الثالثة وانتقل للحياة في بيروت في كنف أهل أبيه حتي وصل إلي سن الثالثة عشرة حينها اتخذ أول قرار مصيري في حياته وهو الاستقلال بحياته وتوجيهها كيفما يشاء وبالفعل عاد إلي منزل أبيه ليحيا به وحيدا ويتولي تصريف شئونه بنفسه ونجح في إعادة صياغة حياته من جديد ويطلق العنان لقدراته في شتي المجالات فهو عاشق للرياضة والسباحة علي وجه الخصوص كما يهوي تسلق الجبال والقفز من المرتفعات وساعده علي ذلك الطبيعة الجبلية بلبنان إلا ان هذا لم يقصره عن القراءة في الفلسفة وعلم النفس وأخيرا اختار مجالا مختلفا للدراسة وهو الهندسة المدنية.. ويقول جيف عن نفسه :في خضم ما واجهته من ظروف صعبة كنت حريصا لم تمنعني من التعرف إلي ثقافات مختلفة لذا لم أتردد عن السفر إلي فرنسا وعمري لم يتجاوز 17عاما وعندما عدت عملت لفترة كموديل بلبنان وتقدمت لمسابقة ملك جمال لبنان وبفوزي باللقب شاركت في مسابقة ملك جمال العالم لعام 2007 باليونان وفزت باللقب من بين 22 متسابقاً وشروطها لم تكن قاصرة علي ملامح الوجه وإنما كان لها معايير ونسب محدد فالشكل يمثل 40٪ والثقافة 40٪ و20٪ كاريزما وأن يكون للحاصل علي اللقب رسالة يتعهد بتنفيذها علي مدار العام. أما عن رسالة جيف فهي لم تبتعد كثيرا عن نشأته والأحداث التي تمر بها بلاده فكانت مهمته هي أن يلملم جراح أطفال شهداء الحرب بلبنان ورعايتهم وقد نجح في تنفيذها رغم إنتماءاتهم لمذاهب وطوائف وأحزاب سياسية مختلفة بلبنان فكان عليه ان يأخذ من كل طائفة 40 أو 45 طفلاً وطفلة وأسس جمعية لتقوم علي رعاية أبناء شهداء الحرب.. فهو أدري الناس بمعاناتهم والتي تسببت في دمار أجمل ضواحي بيروت وشتات العديد من أهلي في لبنان فأهله حيا جزء منهم بأمريكا وجزء آخر في ساحل العاج وجزء بجنوب لبنان وآخر ببيروت.. وكعادته قرر جيف ان يطرق بابا جديداً نحو النجاح وأن تكون مصر بوابة دخوله إلي عالم السينما ويطل من خلالها لأول مرة علي الشاشة الفضية حيث عشق أداء كل من جمال سليمان وأحمد زكي ليس هذا فحسب وإنما سيطل علينا بأحدث خطوط الموضة العالمية ببرنامج تليفزيوني علي القناة الثانية.