أربعة أيام بالتمام والكمال تفصلنا عن القمة 104 بين القطبين الكبيرين الأهلي والزمالك في بطولة الدوري العام بأسبوعها الثاني عشر ورغم الفارق العملي بين الفريقين في جدول المسابقة باحتلال المارد الأحمر القمة واقتراب المارد الأبيض بأوجاعه للقاع.. إلا أن قمة القطبين لا تعترف بالمراكز وتبقي دائمًا حالة خاصة في تاريخ الكرة المصرية.. وجعل المباراة القادمة قمة في حب مصر زاد من خصوصيتها وأهميتها ناهيك عن الكثير من المتغيرات التي طرأت علي الفريقين اللذين يلتقيان لأول مرة في الألفية الجديدة تحت مظلة وطنية وبقيادة مصرية أهلاوية ممثلة في حسام البدري وزملكاوية ممثلة في حسام حسن فمن سيتخطي من ويحصل علي أوراق اعتماده رسميًا لدي جماهيره والتي لا ترضي عن الفوز بديلاً في مثل هذه المواجهات الحساسة والتي زادت حساسيتها بلا شك بعد تولي العميد قيادة فريق الكرة بنادي الزمالك وهو يمثل خطورة متوقعة علي فريق الأهلي برغم حالة الثبات والاستقرار التي يعيشها منذ بداية الموسم مع البدري لكنه نفسه يدرك جيدًا أن الزمالك الذي سيواجهه لن يكون زمالك السويسري دي كاستال أو الفرنسي ميشيل خاصة أن الأهلي سيخوض المباراة وهو غير مكتمل الصفوف وفي المقابل يحاول حسام حسن إحداث انتفاضة داخلية لدي لاعبيه لاستغلال الظروف الأهلاوية في ظل توالي سقوط نجومه بجانب الإسراع في تجهيز نجمه عمرو زكي حتي يخوض القمة بكامل صفوفه مما جعل استعدادات وأوراق الجهازين الفنيين للأهلي والزمالك في قبضة الجهازين الطبيين في القطبين لكن تبقي مسئولية إيهاب علي طبيب الفريق هي الأثقل والأصعب بكل المقاييس في ظل كثرة عدد المصابين المؤثرين بالفريق بداية بعماد متعب والذي لا يزال يعاني من شد في العضلة الخلفية وحتي الآن لم يشارك في التدريبات الجماعية ورغم اطمئنان البدري علي لحاقه المباراة لكن كرة القدم لا تعترف بثوابت ونفس الأمر ينطبق علي بركات الذي يخضع لتدريبات علاجية علي أمل شفائه من إصابته بشد في العضلة الخلفية وحتي الآن موقف اللاعب لم يحسم في انتظار الوقوف علي الموقف الطبي للاعب ومدي إمكانية لحاقه بالمباراة من عدمه ولا يختلف الحال بالنسبة للمهاجم الشاب محمد طلعت والذي يعاني من شدة السمانة لكنه لن يعوقه من المشاركة في المباراة والذي تأكد غيابه عنها كل من فرانسيس بالإضافة لأبو تريكة العائد اليوم من ألمانيا ويعكف حسام البدري علي دراسة مباراة الزمالك الأخيرة أمام الحدود حتي يقف علي فكر العميد مع الزمالك ومعرفة التكتيك الذي سيخوض به المباراة ورغم صعوبة موقف البدري لكثرة المصابين إلا أنه بات واثقاً في الفوز لقناعته بامتلاكه للعناصر البديلة والشابة القادرة علي سد فراغ غياب النجوم أمثال أحمد شكري وشهاب أحمد وفي المقابل أبدي حسام حسن اهتماماً أكبر بفريقه وسرعة تصحيح الأخطاء التي لاحظها خاصة في النواحي الدفاعية فيما يتعلق بالرقابة والضغط علي المنافس بالإضافة لحل مشكلة العقم التهديفي للمهاجمين وإيجاد حلول لظاهرة إضاعة الفرص السهلة التي ظهرت في مباريات الفريق في الفترة الأخيرة ويراهن حسام حسن علي إمكانية استرداد نجومه مستواهم خاصة ميدو وشيكابالا وفتح الله وسعيد ومجدي ومدي إمكانية تجهيز زكي حتي يباغت الأهلي بجانب استغلال الاندفاع الهجومي للأهلي ولعبه بطريقة 4 / 4 / 2 والتي سيتيح الفرصة للمهاجمين لتهديد المرمي الأهلاوي ساعياً لاقتناص الفوز والذي سيكون بمثابة عبوره لقلوب الزملكاوية وهو الأمر الذي يدركه جيداً حسام البدري والذي بدوره يأمل في مباغتة العميد بتجهيز عناصر الخبرة بالفريق واستغلال عناصره الشابة في ارباك حسابات الزمالك مستغلاً حالة عدم الاتزان التي سيطرت علي الزمالك لفترة طويلة هي فترة الدوري وصعوبة علاجها من قبل حسام حسن في خلال الأسبوع الذي تولي خلاله المسئولية فمن سيحقق أهدافه من المباراة خاصة أن الزمالك يدرك أن القمة هي فرصته الأخيرة للعودة ولو من بعيد للتواجد المؤثر في بطولة الدوري وفي نفس الوقت هي المرحلة قبل الأخيرة التي يعني الفوز بها تخطي الأهلي لكل منافسيه مبكراً والانفراد بالقمة بعيداً عن الجميع بجانب التحدي الشخصي للبدري والعميد ورغبة كل منهما للتفوق علي الآخر في ظل ارتفاع اسهم كل منهما علي الساحة المصرية في ظل قيادتهما لأكبر ناديين في مصر فلمن سيكون الفوز الأهلي أم الزمالك البدري أم حسن هذا ما ستجيب عنه القمة 104 القادمة.