مكة المكرمة- محمد سويدو سعد حسين والرياض- صبحي شبانة والقاهرة -هاني النحاس يتلقي د. أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء تقريرا مفصلا عن أداء البعثة المصرية لحجاج القرعة من الجمعيات والسياحة يستعرض خلاله د. علي المصيلحي وزير التضامن الاجتماعي ورئيس البعثة المصرية ملخصا للتقارير اليومية التي تم إعدادها خلال الموسم للاستفادة منه في تنظيم الحج في الأعوام المقبلة. وقال الوزير خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس الأول بمقر إقامة البعثة المصرية في مشعر مني بحضور السفير محمود عوف والقنصل المصري بجدة علي العشيري واللواء صلاح هاشم مساعد وزير الداخلية وأحمد الصادق نائب الأمين العام لمجلس الوزراء إن التوصيات التي يتضمنها التقرير سوف ترتكز علي إيجاد حل غير تقليدي لمشكلة ضيق المخيمات في مني والتكدس المعتاد للحجاج بضرورة التخطيط مستقبلا لترك المبيت بمني والالتزام بقضاء جزء من النهار وجزء من الليل ثم التحرك للمبيت في مكة بعد رمي الجمرات والتعجل في اليوم الثاني. كما يتضمن التقرير أيضا تفعيل مبدأ التفاوض الجماعي للبعثات النوعية والالتزام بحجز وتسكين المصريين في مختلف البعثات في مربعات ومناطق سكنية متجاورة في مكة وكذلك الأمر في مني وعرفات لمنع الزحام والتداخل مع الدول الأخري. وطالب الوزير بضرورة توعية الحجاج من خلال دورات تثقيفية تكون شرطا من شروط القبول في القرعة حتي لا يفاجأ الحاج بصعوبة المناسك علي عكس ما يتخيل. وقال الوزير إن نحو 10 آلاف حاج ترددوا علي العيادات الطبية للكشف والاستشارة وتم صرف أدوية مجانية لهم خلال الأسبوعين الماضيين كما بلغ عدد الوفيات بين الحجاج 20 حالة وفاة لأسباب طبيعية ولا توجد حتي الآن حالات اشتباه أو إصابة بأنفلونزا الخنازير. وجه المصيلحي الشكر للسلطات السعودية ورؤساء البعثات النوعية علي ما قدموه من جهد وتنسيق ملمومس خلال الموسم. ومن جانبه قال اللواء صلاح هاشم مساعد وزير الداخلية ورئيس بعثة حجاج القرعة إن البعثة نجحت لأول مرة في إجلاء نحو 72 ألف حاج مصري من صعيد عرفات قبل الساعة التاسعة من مساء عرفات بنظام الرد الواحد ولم توجد حالات تخلف جماعية للحجاج. ودعا هاشم إلي التنسيق لتطبيق نظام المكوث بمني والمبيت بمكة للتغلب علي زحام مني والحفاظ علي آدمية الحجاج المصريين علي أن تتحمل البعثة تكلفة نقلهم طوال أيام التشريق. وأكد أن خطة التصعيد كانت محكمة ودقيقة وكان هناك تنسيق شديد بين البعثات الثلاث. وقال «إن التجارب التي شهدناها في الأعوام الماضية دفعتنا إلي إجراء التفاوض الجماعي مع السلطات السعودية لوضع مخيمات البعثات الثلاث متجاورة في عرفات، وهو الأمر الذي أتاح لنا أن نضع الأتوبيسات متجاورة فأدي هذا إلي نجاح خطة التصعيد، وهو ذات الأمر ا لذي أدي إلي إنجاح النفرة التي دائما كانت فيها مشكلة والمدة التي استغرقناها كانت أقل من كل الأعوام السابقة بكثير». وأشار إلي أن خطط إدارة الأزمة التي وضعت نجحت أثناء هطول الأمطار والسيول حيث كان هناك آلاف الحجاج الذين دخلوا الخيام بالفعل، وقال «ولكن نجحنا في عمليات الإخلاء بهدوء دون أية شكاوي من الحجاج، كما قمنا بإصلاح المخيمات وتأهيلها في وقت قياسي دون أي مشكلات مع الحجاج». وقال إن هناك اختلافات بين المطوفين بعضهم البعض ولكن التفاوض يتم مع المؤسسة الأهلية لمطوفي حجاج الدول العربية، مضيفا: «أن من يخطيء منهم تتم محاسبته ولكن الأخطاء أقل من أن نتحدث عنها، لأن المساعدات التي قدمها المطوفون كانت أكبر من أن نتحدث عن مشاكل لديهم حتي إن البعض منهم كان يعطي خدمات إضافية للحجاج لم تكن مطلوبة منهم نتيجة للعلاقات المتميزة التي تدفعهم لعمل هذا دون أن يطلب منهم». وفي حفل الاستقبال السنوي للشخصيات الإسلامية ورؤساء البعثات بالديوان الملكي أمس الأول دعا خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ضيوف الرحمن إلي اغتنام هذه الأيام المباركة، وقال تذكروا قول الحق تعالي: «وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فإن خير الزاد التقوي»، مؤكدا أن المملكة وفرت كل ما تستطيع لخدمة ضيوف الرحمن وتحقيق أمنهم وردع كل من تسول له نفسه المساس بعبادتهم. في السياق ذاته بدأ الحجاج المتعجلون أمس في مغادرة مني بعد رمي الجمرات الثلاث قبل غروب الشمس، ويعرف هذا اليوم بيوم التعجل، حيث يتوجه الحجاج إلي مكةالمكرمة بعد الرمي لطواف الوداع ومن ثم الاستعداد للعودة إلي بلدانهم. في السياق ذاته أعلن وزير الصحة السعودي عبدالله عبدالعزيز الربيعة أمس خلو حج هذا العام من الأمراض الوبائية وأن حجاج بيت الله الحرام يتمتعون بصحة جيدة. وقال الوزير في بيان صحفي أمس إن الاحصائيات والتقارير الصحية أوضحت انخفاض نسبة الوفيات عن العام السابق بنسبة 37% وأن الإجراءات التي اتخذتها الوزارة أدت إلي تقليل انتشار مرض أنفلونزا الخنازير ولم تسجل سوي 73 إصابة بين الحجاج و5 وفيات. وشهد حج هذا العام انسيابية في حركة الحجيج وجسر الجمرات بفضل مشروع منطقة الجمرات وتعدد أدوار الجسر الذي استوعب الحشود الهائلة من الحجاج الذين توافدوا تباعا. من جهة أخري تسببت السيول التي ضربت مدينة جدة في منع حجاج اللحظات الأخيرة أو ما يسمي بالحج السريع من الحجاج القادمين إلي مطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة من خارج السعودية وداخلها من أداء الفريضة بسبب تعطيل حركة الملاحة الجوية وحركة الطائرات مما أدي إلي تراكم أعداد القادمين في صالات المطار وعدم قدرة الحافلات التي كانت جاهزة لنقلهم لمنطقة المشاعر علي المغادرة بسبب إغلاق الطرق وحدوث انهيارات في بعض الطرق المؤدية إلي مكةالمكرمة وخاصة طريق الحرمين في شرق جدة. وفيما له صلة ارتفع عدد الوفيات جراء السيول في جدة إلي 85 حالة تم تسليم 58 جثة لسعوديين ومقيمين إلي ذويهم وتم إنقاذ أكثر من 2000 . وتسببت السيول في جرف 3 آلاف سيارة وداهمت 1500 منزل في أحياء مدينة جدةالشرقية والجنوبية طبقا لإحصائيات الدفاع المدني السعودي. وفي مطار القاهرة أعلنت سلطات المطار حالة الطوارئ القصوي استعدادا لاستقبال 73 ألف حاج يبدأون العودة صباح غد الثلاثاء بعد الانتهاء من أداء مناسك فريضة الحج حيث سيتم تنظيم 320 رحلة طيران بمعدل 24 رحلة يوميا لنقل 6 آلاف حاج وستصل آخر رحلات الحجاج يوم 19 ديسمبر كما استقبل المطار 8 رحلات طيران من مكة والمدينة المنورة وعلي متنها 2874 من حجاج الحج السريع علي أن تبدأ رحلات الجسر الجوي.