هل تحب الأضواء؟ هل تحلم بالشهرة بأن تتحدث الصحف عنك؟ فعالم النجومية له بريق خاص لا يمكن تجاهله وإن كان يتسم بالغموض والاسرار؛ فيكشف لنا المؤلف توم باين من خلال كتابة الجديد " الشهرة:من العصر البرونزي إلي سبيرز " عن تفاصيل هذا العالم الذي يكتنفه الغموض . يرصد "باين" حالة الولع الشديدة التي تنتاب البعض الآن تجاه بعض المشاهير ونجوم الإعلام والتليفزيون والسينما والغناء والتي تصل إلي درجة تقديسهم؛ ويوضح الكاتب أن هذه الحالة ليست بمرض عارض ينتاب شباب الجيل وان هوس النجوم والشهرة له جذوره منذ القدم والتي قد تعود إلي فكرة تقديم القرابين الآلهة وخاصة في عهد الرومان. ويربط المؤلف ما يحدث في حياة المشاهير وبين الكثير من الأساطير القديمة وحكايات الأبطال الإغريق مثل جيسون وهرقل وأخيل إيفيجينيا ابنة كليتمنسترا وأجاممنون في الأساطير الإغريقية. وأجاممنون هو قائد القوات اليونانية في حرب طروادة. وقد ضحي أجاممنون بإيفيجينيا إلي الآلهة حتي يستطيع النصر وعاشت حكاية إيفيجينيا في ضمير العالم دهوراً من الزمن فهي شابة جميلة ضحيت بحياتها لتخلد ذكراها وتبقي في الأذهان الناس إلي الآبد ويشير الكاتب أن هذا هو يعيد إلي أذهاننا وفاة الأميرة ديانا ذأميرة ويلز- فهي شابة جميلة أحبها الجميع وعاشت ذكراها في قلوب وعقول الشعوب. أقدمت المغنية الامريكية بريتني سبيرز علي حلق شعر رأسها تماما باتت محط انظار كافة وسائل الإعلام وعدسات المصورين منذ ان ارتفع اسمها في سماء المشاهير. ويري الكاتب قيام بريتني سبيرز بعرض شعرها الذي حلقته بالكامل للبيع علي موقع إي باي الإلكتروني للمزاد بمبلغ مليون دولار أمريكي لم تكن نوعا جديدا تشبه طقوس القديمة وكذلك موت المشاهير يعد بالنسبة لنا بمثابة الصدمة القاتلة للجمهور مثل موت نجم الروك كيرت كوبين و ملك البوب مايكل جاكسون وأميرة القلوب ديانا التي حققت الخلود بعد الموت. ويشير الكاتب إلي أن جيد جودي لم تكن موهوبة بالقدر الكافي لكي تصبح مشهورة ويحفر اسمها بين النجوم ولكن دائما ما نكذب علي أنفسنا ونقول أن السبب وراء الشهرة هو اختيار الجمهور لهم . فالتليفزيون هو من جعلها نجمة بين عشية وضحاها بعد مشاركتها في برنامج " الاخ الأكبر".. فبعد جاكسون وكيرت كوبين وجيد جودي سيأتي جيل جديد من النجوم تسطع أسماؤهم في سماء المشاهير وتحل مكانهم أسماء جديدة ولم يعد اسم بريتني سبيرز أو نجمة البوب الأمريكية بيونسيه غريبا علي الأذهان وغدا سيحمل معه أسماء جديدة لنجوم آخرين.. فاليوم طلاب المدارس لم تعد أحلامهم في أن يصبحوا أطباء ومهندسين كما كان من قبل بل الحلم الأكبر هو أن كونهم نجوم غناء وعارضات أزياء ونجوم كرة قدم.