تحولت المقاهي المواجهة لمحكمة الإسكندرية إلي ملتقي للمحامين وزملائهم وموكليهم يعقدون فيها حلقات العمل لمناقشة القضايا بعد أن تركوا مكاتبهم لتصبح هذه المقاهي مقرهم الأول والأخير. "روزاليوسف" تجولت بين المقاهي والتقت المحامين والموكلين للتعرف علي أسباب إقبالهم المتزايد عليها مجدي عبد الفتاح "المحامي بالاستئناف" يقول ان مكتبة يقع بمنطقة الحضرة وبالرغم من ذلك يواظب علي الجلوس بالمقهي والذي بدأ في التردد عليه منذ عام 1980 عندما كان يتدرب عند أحد كبار المحامين ولم تكن مواعيد مكتبه تتناسب مع اوقات عمل موكليه ولذلك اصبح يلتقي بهم في المقهي المواجهة للمحكمة بالمنشية. وأضاف "عبد الفتاح" انه اخذ هذه العاده من هذا المحامي وبات يقابل موكليه في المقهي لاستلام المستندات الخاصة بالدعاوي مشيرًا إلي أنه يفضل الجلوس علي المقهي بعد انتهاء عمله بالمحكمة لمناقشة بعض القضايا مع زملائه ولعب الشطرنج. ويوضح كمال جورجي "المحامي بالاستئناف" انه يحضر للمقهي صباحا لاحتساء القهوة و مقابلة زملائه إلا انه يخصص مكتبه للقاء موكليه لافتاً الي ان الظروف الصعبة التي يعيشها شباب المحامين تجعلهم عاجزون عن شراء او تأجير المكاتب مما يضطرهم الي لقاء موكليهم في المقاهي القريبة للمحكمة. ويؤكد علي عشرة "محامي بالنقض" ان زيادة عدد خريجي الحقوق وقلة فرص العمل من أهم المشاكل التي تسببت في تعرض الآلاف من شباب المحامين للبطالة موضحاً ان هؤلاء الشباب يقومون فور تخرجهم بإنهاء اجراءات القيد في النقابة ويفشل الكثير منهم في فتح مكاتب ليضطروا في النهاية الي الجلوس علي المقهي انتظاراً للموكلين دون تمرين حقيقي بمكاتب كبار المحامين مما يمثل خطورة حقيقية علي المهنة خاصة وانهم يقعون في اخطاء مهنية خطيرة بسبب عدم تدريبهم، الامر الذي يضر بالمهنة والموكلين. وأشار "عشرة" الي ان مهنة المحاماة تعتمد علي الثقة بين المحامي والموكل ولذلك لا يخشي كبار المحامين من ان يؤثر المحامون الشباب علي موكيلهم او "خطف الموكلين من علي المقهي"علي حد تعبيره مطالباً بتخصيص كلية واحدة للحقوق علي مستوي الجمهورية علي ان يتم اختيار طلابها بعناية فائقة حتي تعود للكلية مكانتها في الماضي عندما كانت توصف ب"كلية الوزراء". ويضيف احمد عبد الحميد "محامي ابتدائي " انه يجلس علي المقهي المقابل للمحكمة انتظارا للجلسات ولاستقبال موكليه خاصة وان مكتبه في منطقة المندرة التي تبعد بمسافة كبيرة عن المحكمة مؤكداً ان المشكلة الاساسية تكمن في ان الموكلين يخشون من الذهاب إلي مكتب المحامي و ذلك بسبب تشويه وسائل الاعلام لصورة المحامي. ولفت" عبد الحميد" الي ان المحامي الشاب اصبح في مأزق حقيقي لان الموكل يفضل المحامي الكبير المشهور ذا السمعة والاتعاب الكبيرة ولايعلم ان من يدير مكاتب الكبار كتيبة من شباب المحامين المطحونين الذين يقومون بجميع الاعمال و لايحصلون علي شيء خاصة وان القائمين علي تدريبهم يرفضون اعطائهم مكافأة او مقابلاً لعملهم قائلين: "كفاية انك بتتمرن عند محامي كبير"! ويقول محمد زيتون "محامي": تدربت عند محامٍ كبير وتمكنت من فتح مكتب في مكان بعيد مما يضطرني الي لقاء الموكلين في المقهي والامر ليس غريباً فمعظم المحامين يلتقون بموكليهم إما في غرفة المحامين بالمحكمة المزدحمة دائماً او في المقهي لبعد مكاتبهم. واوضح سيد عبد السلام "عامل" انه يذهب الي المقاهي للقاء مع المحامين وانهاء الاجراءات الخاصة بتراخيص وبيع السيارات بصورة سريعة خاصة أن هؤلاء المحامين يحصلون علي مقابل بسيط.