استكمالاً للحديث عن مراكز الفكر الإسرائيلية يؤكد الباحث كمال حسان في دراسته بشأن هذه المراكز أهمية دورها في مجال التكنولوجيا وتفوقها وتأثير هذا التفوق في رسم وتحديد شكل التحالفات الاستراتيجية العسكرية في المنطقة وخاصة بتحالفها مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، كذلك يبين مدي التعاون والدعم المادي للمراكز الإسرائيلية من قبل الحكومات الأمريكية والأوروبية. وإذا كان محور الحديث عن مراكز الفكر الإسرائيلية، فجميعها يوجد فيها قسم للعلاقات والاتصالات الخارجية. وهذا يعكس رؤية المراكز جميعًا من أجل المحافظة علي الدائرة الخارجية في علاقاتها وذلك لعدة أسباب أهمها: 1 الجاليات اليهودية المنتشرة في العالم والتي تشكل حلقة الوصل بين هذه الخزانات الإسرائيلية واليهود في الشتات. 2 من أجل التبادل المعلوماتي والثقافي بين مراكز الفكر الإسرائيلية والمراكز المشابهة في عملها في الدول المتقدمة وخاصة في أمريكا الشمالية وأوروبا. وتطرق المقال إلي خواص تميز مراكز الفكر الإسرائيلية ولخصها الباحث بأربع مميزات أهمها: أ) تعتمد في صقل وبناء برامجها علي متخصصين ذوي كفاءات عالية من بين الباحثين اليهود في معظمها. ب) أهدافها وآليات عملها تحمل وجوهًا من التفاسير وخصوصا في المواد المنشورة. ج) هناك تعتيم مقصود حول مصادر التمويل لهذه الخزانات المكلفة جدًا، والتي تزيد ميزانية بعضها علي عدة ملايين من الدولارات. د) تتعاون فيما بينها بآليات غير واضحة حيث تلاحظ وجود باحثين في مراكز مختلفة من حيث التوجه المعلن علي الأقل. ويمكن تقسيم مراكز الفكر الإسرائيلية إلي ثلاثة قطاعات مركزية مع ملاحظة التعاون فيما بينها. أما الجامعات الإسرائيلية فهي مؤسسات حكومية تحظي باستقلالية منقوصة إذا صح التعبير، فهي من ناحية تابعة للمجلس الأعلي للتعليم العالي في إسرائيل الذي يسعي للمحافظة وتطوير الجانب العلمي والبحثي في الدولة من خلال الجامعات والكليات، حيث توضع السياسات العامة للجامعات وفق رؤية يحددها المجلس الأعلي للتعليم العالي في إسرائيل الذي يرأسه وزير التعليم. من جهة ثانية تتمتع الجامعات باستقلالية توجيه المسار العلمي والبحثي وكذلك إنشاء مراكز ونشر أبحاث في مختلف المجالات. ولهذا فإن أصحاب المراكز العليا ومتخذي القرارات في الجامعات لهم الحرية في استثمار الكفاءات والثروات البشرية وفق تطلعاتهم الشخصية وانتماءاتهم إلي المدارس الفكرية والأيديولوجية. وتعد مراكز الفكر الجامعية من أنشط وأقدم مراكز الفكر في إسرائيل وذلك لملازمة إنشائها الجامعات الإسرائيلية وكذلك انفتاحها وتعاونها مع الجامعات في العالم وخاصة الجامعات في أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية، وللحديث بقية..