90 دقيقة فاصلة وحاسمة ومصيرية عن تحقيق الحلم الكبير والذي ينتظره 80 مليون مصري علي مدار 20 سنة وتحديدًا منذ تأهلنا إلي كأس العالم بإيطاليا عام 90 حيث يخوض المنتخب الوطني الأول لكرة القدم في السابعة والنصف بتوقيت القاهرة - الثامنة والنصف بتوقيت السودان - مباراته الهامة علي ملعب نادي المريخ أمام منتخب الجزائر في ختام تصفيات المجموعة الثالثة للقارة الأفريقية المؤهلة لنهائيات كأس العالم أمام 35 ألف متفرج تم تقسيمهم إلي ثلاثة أقسام 10 آلاف متفرج لكل فريق و15 ألفا للجمهور السوداني ومنذ المباراة الأولي والتي أقيمت بالقاهرة يوم السبت الماضي ويوجد تسابق شديد بين الجماهير المصرية للسفر إلي السودان لتشجيع المنتخب ومؤازرته ومساندته بتنظيم الرحلات من قبل الحزب الوطني والشركات والهيئات والمحافظات خاصة أسوان بالإضافة إلي الجالية المصرية الكبيرة في السودان والتي تبلغ 150 ألف مصري كما حددت وزارة الإعلام طائرتين لكبار الإعلاميين والفنانين. ويدير اللقاء حكم من دولة سيشيل ديديه ماييه وهو أحد الحكام المختارين من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم لإدارة بعض المباريات في كأس العالم المقبلة وكان قد أدار بعض المباريات في بطولة كأس العالم للشباب والتي أقيمت بمصر مؤخرًا كما أنه أدار لقاء مصر وكوت ديڤوار ببطولة الأمم الأفريقية الموسم الماضي بغانا والتي انتهت بفوز المنتخب الوطني بأربعة أهداف مقابل هدف بالدور قبل النهائي.. كما أدار لقاء الإسماعيلي وأنيمبا ببطولة الأندية الأفريقية الموسم قبل الماضي بالإسماعيلية.. وكان مستواه الفني قد انخفض بعض الشيء في فترة سابقة إلا أنه عاد وارتفع مستواه من جديد.. من أهم صفات حكم المباراة إنه مفرط في إشهار الكروت ويؤكد محمد حسام رئيس لجنة الحكام ضرورة الحذر من جانب اللاعبين بعدم الاعتراض علي قراراته والامتثال لها وعدم الانسياق لأي محاولات استفزازية من جانب الجزائريين وأضاف حسام أن لاعبينا لديهم من الخبرات الدولية في عدم الوقوع في مثل هذه الأخطاء وهو ما نبه عليه الجهاز الفني بقيادة حسن شحاتة المدير الفني ومعاونيه شوقي غريب المدرب العام وحمادة صدقي المدرب وأحمد سليمان مدرب حراس المرمي خلال المحاضرات النظرية التي تمت خلال اليومين الماضيين ومنذ وصول البعثة إلي السودان.. وكان الفريقان قد التقيا 26 مرة تم إحراز 31 هدفا للجزائر و27 هدفا لمصر منها 17 مباراة رسمية فاز فيها منتخب الجزائر 6 مرات وفازت مصر 5 مرات وتعادلا 7 وأحرزت الجزائر 21 هدفا مقابل 20 لمصر.. بالإضافة إلي 8 مباريات ودية فاز فيها منتخب الجزائر 4 مرات ومصر مرتين وتعادلا مرتين وسجل منتخب الجزائر 10 أهداف ومصر 9 أهداف وأول لقاء كان بين الفريقين عام 70 في تصفيات الأمم الأفريقية وانتهي بفوز مصر بهدف واحد فقط.. وأكبر فوز حققته مصر علي الجزائر كان في استاد القاهرة عام 2001 بنتيجة 5-2 في حين أن أكبر فوز حققته الجزائر كان مرتين بنتيجة واحدة بثلاثة أهداف مقابل هدف الأولي كانت في عام 84 بكأس الأمم الأفريقية والتي أقيمت بكوت ديفوار وباستاد البليدة في تصفيات كأس العالم الحالية.. ويدخل الفريقان هذه المباراة بعد أن تساويا في كل شيء عدد النقاط والأهداف 13 نقطة لكل منهما وتسعة أهداف لصالح كليهما وعليهما أربعة أهداف وذلك بعد الفوز الذي تحقق بهدفين مقابل لا شيء يوم السبت الماضي لعمرو زكي وعماد متعب. ليقطع المنتخب الوطني خطوة قوية نحو التأهل ولا يحتاج إلا لهدف واحد فقط للوصول لجنوب أفريقيا علي عكس المباراة السابقة والتي دخلها الفريق تحت ضغط عصبي رهيب بضرورة تسجيل هدفين علي الأقل للتمسك بفرصة الاستمرار وبالرغم من أن المنتخب يدخل هذه المباراة تحت ضغط عصبي أقل إلا أن شحاتة ورفاقه طالبوا اللاعبين بضرورة التركيز الشديد ونسيان اللقاء السابق والتفكير في مباراة اليوم فقط.. وقد قام الجهاز الفني بتجميع أوراقه سريعًا بعد معركة السبت الماضي وتوجه نحو السودان في اليوم التالي وتعذر التدريب في نفس اليوم بسبب تأخر الوصول.. في حين أدي مرانه اليومين السابقين والذي ظهر خلاله اللاعبون بمستوي عال ووضحت شدة المنافسة فيما بينهم والإصرار والتحدي والجدية والالتزام والرغبة في تحقيق حلم الملايين والدخول في تشكيل الفريق الأساسي.. وقد أوضح الجهاز الفني للاعبين أن طريقة لعب المنتخب الجزائري بقيادة مديره الفني رابح سعدان ستختلف إلي حد كبير عن اللقاء السابق والذي دخل فيه المنتخب الجزائري وهو متقدم بثلاث نقاط وهدفين مما أجبره علي اللعب بطريقة دفاعية إلا أن هذه المرة فإن الوضع مختلف لأن الفريقين متساويان في كل شيء وكليهما يطمح في التأهل وسيلعب فريق الخضر بنواح هجومية مع حذر دفاعي بطريقته المعروفة 4-4-2 ويغيب عنه للإيقاف كل من حارس المرمي وناس جاواوي وخالد لاموشيه ويعد حارس المرمي الاحتياطي فوزي أقل مستوي بعض الشيء من الحارس الأساسي وهو ما جعل شحاتة يركز في تعليماته علي ضرورة الاعتماد علي التسديد من خارج منطقة الجزاء سواء من كرات متحركة أو ثابتة وهو ما سيقوم به حسني عبدربه الذي سيعود للتشكيل بعد شفائه ومعه أحمد حسن في وسط الملعب وهي إحدي المهام المكلفين بها.. كما سيعود إلي خط الدفاع وائل جمعة بعد انتهاء الإيقاف عنه وعدا ذلك فتشير كل الدلائل إلي عدم وجود تغيير عن المباراة السابقة باستثناء إمكانية أن يبدأ عماد متعب اللقاء بعد المستوي الجيد الذي ظهر به ليلعب بجوار عمرو زكي ولا خلاف علي أن يلعب شحاتة بطريقة 3-5-2 التي من الممكن أن تتغير علي حسب سير المباراة إلي 4-3-3 أو 5-3-2 في حالة فقدان الكرة.. وقد طالب المدير الفني لاعبيه بضرورة الضغط علي الخصم من منتصف ملعبه واستغلال المساحات في خط دفاعه واللعب علي الأجناب وعلي أخطاء المنافس التي ستأتي بالضغط مع استغلال أي فرصة تسنح للمهاجمين ولعب الكرة من لمسة واحدة والتمريرات الدقيقة وهي أحد أخطاء المباراة السابقة مع ضرورة التمركز الجيد في خط الدفاع خاصة في الكرات العرضية والثابتة حتي لا تتكرر الفرص المحققة التي سنحت للجزائريين في اللقاء السابق.. وكان الجهاز الفني مع اللاعبين قد شاهدوا مباراة السبت الماضي وشرحوا نقاط الضعف في المنافس للعب عليها والقوة للحد منها بالإضافة إلي الأخطاء التي وقع فيها اللاعبون وقد فتح شحاتة كعادته حوارًا مفتوحًا معهم حول طريقة اللعب والتشكيل في جو ديمقراطي ومعنويات عالية وأكد الجهاز الفني علي أن باب التاريخ مفتوح أمامهم ليسجلوا أسماءهم فيه بأحرف من ذهب بالصعود لكأس العالم.. كما أن المكافآت بالملايين سوف تنتظرهم بالإضافة إلي حب الشعب المصري.. وقد تعهد الجميع ببذل قصاري جهدهم.. ومن المتوقع أن يكون التشكيل مكونا من عصام الحضري لحراسة المرمي وأحمد فتحي الذي سيعود لمركز الظهير الأيمن من جديد بعد أن لعب في وسط الملعب اللقاء السابق نظرًا لغياب عبدربه وذلك علي حساب أحمد المحمدي ويلعب بجوار فتحي عبدالظاهر السقا والذي ظهر بشكل جيد معتمدًا علي خبراته العالية الدولية في الملاعب وبجواره هاني سعيد ووائل جمعة وسيد معوض لخط الدفاع وأمامهم أحمد حسن وحسني عبدربه وأمامها تحت رأسي الحربة محمد أبوتريكة علي أن يلعب عمرو زكي وعماد متعب في خط الهجوم وعلي دكة البدلاء عبدالواحد السيد وأحمد سعيد "أوكا" وشريف عبدالفضيل وأحمد المحمدي ومحمد حمص ومحمد زيدان ومحمد بركات ومحمد شوقي في حالة شفائه وأحمد عيد عبدالملك. في حين يلعب رابح سعدان بتشكيل مكون من فوزي في حراسة المرمي وبوقرة ورفيق حليش وجاهيا وكريم مطمور ومنصوري ونذير بلحاج ومغني مراد وكريم زياني وصافي رفيق ويزاز ياسين. الجدير بالذكر أنه في حالة تعادل الفريقين بدون أهداف لمدة 90 دقيقة فإنه سيتم لعب 30 دقيقة إضافية علي شوطين ثم يتم الاحتكام إلي ضربات الجزاء الترجيحية لتحديد الفائز بالمباراة وهو الأمر الذي جعل الجهاز الفني يقوم بالتركيز علي النواحي البدنية علي اعتبار أن اللقاء قد يستمر 120 دقيقة مع مطالبتهم بضرورة توزيع الجهد علي مدار المباراة حتي لا يصاب اللاعبون بالإجهاد أو الإرهاق وينخفض مستواهم مع نهاية المباراة لأن عامل اللياقة البدنية سيكون له دور مؤثر وحاسم في حسم اللقاء لمصلحة الفريق.. كما تم تدريب اللاعبين علي ضربات الجزاء الترجيحية مع نهاية كل مران في السودان لاحتمالية الاحتكام إليها لتحديد الفريق الذي سيصل إلي المونديال.