هدأت الأمور بعد أن عاش المصريون المقيمون بالجزائر ليلة أمس الأول يوما عصيبا بعد ما قام آلاف الجزائريين في ولايات العاصمة والجلفة ووهران وعنابة وباتنة بالاعتداء عليهم ومحاصرة بيوتهم ومساكنهم في أعقاب انتهاء مباراة مصر والجزائر السبت بخسارة الضيوف. وألقي عشرات الجزائريين الغاضبين من الهزيمة والمدفوعين بأكاذيب نشرتها صحافة بلادهم تدعي مقتل 6 مشجعين لفريقهم وحرق أحدهم في القاهرة - زجاجات المولوتوف ورشقوا منازل المصريين ومعظمهم عاملون بشركتي أوراسكوم للإنشاءات والمقاولون العرب مما أسفر عن اصابة أكثر من 9 أشخاص. وتطلب الأمر تدخلا دبلوماسيا مصريا استدعت معه وزارة الخارجية المصرية سفير الجزائربالقاهرة عبدالقادر حجار الذي جدد نفيه وجود قتلي جزائريين وقلل في الوقت ذاته من أهمية ما نشرته صحف بلاده التي وصف ما جاء بها بأنها أعمال غير مبررة. وقال السفير حسام زكي المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية أن اتصالات مصرية رفيعة المستوي تجري علي مدار الساعة لضمان سلامة وأمن المصريين العاملين في الجزائر تضمنت اتصالا بأبوالغيط مع وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي موضحا في هذا الاطار قيام د. أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء بإجراء اتصال مع نظيره الجزائري أحمد أويحيي وخلال الاتصال أكد رئيس الوزراء أنه تم تكثيف الإجراءات الأمنية للحفاظ علي المصالح المصرية هناك والحرص علي سلامة المصريين. وقال د. مجدي راضي المتحدث باسم الحكومة المصرية إن تقارير السفارة المصرية بالجزائر أفادت بهدوء الأوضاع بدءا من صباح أمس ولم تتوقف الصحافة الجزائرية خلال اليومين الماضيين عن ترديد بذاءاتها ضد مصر وفيما يشبه إعلان الحرب علي مصر وصفت جريدة أخبار اليوم الجزائرية المصريين بأنهم يهود متصهينون واعتبرت أن الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين أقل قسوة من معاملة الأمن المصري. ودعت صحف جزائرية إلي غزو جزائري للسودان يوم المباراة الفاصلة الأربعاء متعهدة بتحويل الخرطوم لولاية جزائرية ولم تكتف الصحافة الجزائرية بهذه البذاءات إنما نشرت صورة لشاب ملقي علي الأرض يلفظ أنفاسه الأخيرة تحت عنوان هذا ما فعله يهود مصر مع الجزائريين وهي الصورة التي وصفها عبدالقادر حجار سفير الجزائر في وقت لاحق لاستدعائه للخارجية المصرية بأنها غير صحيحة ومفبركة. وبينما أعلنت شركة المقاولون العرب توقف مشروعاتها في الجزائر خوفا علي حياة 400 عامل مصري و1000 جزائري ينفذون مشروعات متنوعة في جميع ولايات الجزائر رفضت شركة أوراسكوم التي يعمل بها أكثر من 1200عامل مصري، الاستغناء عن العمالة الجزائرية بها البالغة 4500 عامل. وأكدت لجنة الفتوي بالأزهر في تصريحات لأمينها العام الشيخ محمد عبدالعزيز أن ما فعله الجزائريون من إرهاب للمصريين وتدمير ممتلكاتهم أو ممتلكات جزائرية بسبب كرة القدم هو نوع من الإفساد في الأرض وشدد عبدالعزيز علي أن من يتعصب للكرة لحد التدمير يطبق عليه حد الحرابة حتي لو لم يزهق روحاً. يأتي ذلك فيما وصل المنتخبان المصري والجزائري إلي الخرطوم استعداداً للمباراة وبمعنويات مرتفعة للاعبي مصر الذين يؤدون اليوم تدريبهم الرئيسي والأخير قبل مباراة الغد. وعلي صعيد الاستعداد الحكومي لتسهيل سفر المصريين إلي الخرطوم قرر الفريق أحمد شفيق وزير الطيران المدني إعفاء جميع شركات الطيران المصرية، التي تشارك في تشغيل رحلات إضافية ضمن الجسر الجوي الذي يشمل 10 رحلات للسفر ومثلها للعودة من رسوم الإقلاع والهبوط والإيواء ولدعم نقل المشجعين وأعلن علاء عاشور رئيس شركة مصر للطيران للخطوط الجوية إغلاق مكتبها بالعاصمة الجزائرية بعد تعرضها لبعض الاعتداءات المشينة. وناشدت وزارة الصحة المصريين الراغبين في السفر للجزائر بالتطعيم ضد أمراض الملاريا والالتهاب السحائي وارتداء ملابس بأكمام. وكذلك لتجنب التواجد في الأماكن المفتوحة بعد غروب الشمس، وضرورة اتباع العادات الصحية السليمة وتناول المشروبات والمأكولات المأمونة صحيا والتي لا يشك في سلامتها.