زوجة الأب إما أن تكون ملاك رحمة تحنو بجناحيها علي أولادها وتحميهم من كل شر وإما أن تكون لهم مصنعًا لتخريج المجرمين والضائعين وأطفال الشوارع. فكان نصيب مصطفي أن تكون زوجة أبيه من النوع الثاني التي حولت حياته لجحيم حيث هرب منها وحولته إلي غول لا يعرف الرحمة ولم تكتف بتعذيبه هو وأشقائه بل طلبت من زوجها أن يعمل ابنه خادما لم يتحمل الصغير الإهانات والتعذيب فهرب إلي الشارع وضاع وأصبح بلا مأوي ولا سند له، تفنن في أساليب الحرام وأصبح سجله حافلا ما بين تعاطي مخدرات وسرقة وممارسة اللواط والآن يدفع ثمن ما اقترفه من أفعال وجرائم بسبب إهمال والده وظلم زوجته وأصبح خلف الأسوار بعد أن جدد قاضي المعارضات بمحكمة الأحداث حبسه 45 يوما علي ذمة التحقيق بتهمة تعاطي المخدرات والتسول والسرقة بالإكراه. اعترف مصطفي ج 16 سنة أمام المستشار محمد فاضل بقصته والدموع تنهمر من عينه قال الشارع أفضل لي من عودتي إلي أسرتي حيث ذقت العذاب بشتي طرقه وكأنني خلقت من أجله فوالدي لم يسأل عني لأنه عامل بسيط يخرج من الصباح الباكر ويعود آخر النهار ويكاد يكفي عشاءنا بالكاد حيث لي عدد من الأشقاء الصغار لم أتحمل قسوة زوجة أبي وقررت الهرب إلي الشارع وأخذت اتسول في الإشارات واستدر عطف المارة حتي فوجئت بالقبض علي وأنا أتعاطي المخدرات مع إحدي صديقاتي بالشارع فتم إيداعي مؤسسة الأحداث قضيت فيها 8 شهور وبعدها هربت منها مع إحدي صديقاتي لأعود من جديد لأتسول في الشارع ولكن سرعان ما تم القبض علي لأعود خلف القضبان.