الأسبوع قبل الماضي، اتسلوا علي الشيخ عبدالباري الزمزمي في المغرب. اغتابه الصغار، وعاب عليه الكبار، وتناقل باقي المشايخ قصصًا ذات مغزي عنه وعن عائلته بعدما قال الذي قاله. لكن الزمزمي أكد إن الله غافر الذنب قابل التوب، قبل أن يكون سريع العقاب، وقال إن الذين طعنوا في سيرة أهل بيته دون علم، حسابهم عند الله أكبر من حساب اللواتي فقدن عذريتهن في قصص حب لم تتم. الزمزمي أفتي بالمصلحة، وأباح غشاء البكارة "الصيني" للمغتصبة، وللتي غرر بها خطيبها، أو ضحك عليها صاحبها. أسانيد الزمزي وجيهة، فالرجل عالم دين، لا هو مدرس رياضيات، ولا احترف حل المسائل الفقهية، أوقات فراغه من دراسة الطب ككثيرين. يغفر الله كل شيء إلا الشرك به، وفي الحديث "قالوا: أنخطئ فنستغفر فيغفر الله لنا يا رسول الله، قال: والله إن لم تخطئوا فتستغفروا فيغفر لكم، لذهب الله بكم، وجاء بقوم يخطئون فيستغفرون فيغفر لهم". خير الخطائين التوابون، والخطاء هو كثير الخطأ، والتواب هو كثير التوبة من خطأ، لذلك تكلم الزمزمي في إن منح الفتاة فرصة إصلاح خطأ بالستر، مقدمة علي منع نفس الفتاة من التوبة وإذلالها بالفضيحة.. ما يعني دفعها في طريق البغاء. ولما تكلم المشايخ في حد الزني، وأن للزانية الجلد، قال الزمزمي إنه يلزم لإقامة الحد، اعتراف الفتاة، أو مجاهرتها بالمعصية.. واعتيادها عليها، أو شهادة الشهود، وهو ما لا يتحقق في "علاقة عاطفية" أسفرت عن خطأ، ولا ينطبق من الأساس علي المغتصبة، أو المجبرة علي البغاء.. لظروف ما. المشايخ لا يفقهون حديثًا، ففي الكثير من العلاقات تلاق جنسي دون مس بالبكارة، ثم إن الزمزمي قال إنه لا عقوبة في الإسلام "للذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم"، وإن فهما أبسط للدين، وأيسر للفقه يجعل درء مفسدة ترك فتاة غلطت مرة واحدة لطريق اعتياد البغاء، أولي من منفعة تحريم "ترقيع البكارة" تمحكًا في الشرع، وتمسكا بالفضيلة. فلا الفضيلة بين فخذي المرأة، ولا ما تحت حوضها هو السر الوحيد للشرف. الزمزي أبرز علماء المغرب العربي، ويرأس الجمعية المغربية للدراسات والبحوث في فقه "النوازل" أو الأزمات، ومن مؤسسي الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين. رغم ذلك قال البعض: خرج عن الدين، وبعضهم قال: فتن الرجل.. ثم وصفوه بالجنون، لأنه يري أن "الستر" أقرب للتقوي.. فأيهم المفتون؟!