أثار إعلان الفائزين بجائزة "بيروت 39" التي تعد نتاج تعاون بين مؤسسة "هاي فيستيفال" وبيروت عاصمة عالمية للكتاب لعام 2009، الكثير من الجدل، فهناك من شن هجوما علي الجائزة لعدم وضوح شروط التقدم إليها أو معايير اختيار الفائزين، وهناك من شكك في نزاهتها خاصة بعد اعتذار الروائي علاء الأسواني عن رئاسة لجنة التحكيم، وتشكيكه في نزاهة اختيار الفائزين، وهناك من نظر إليها بتوجس بعد تسريب بعض الأسماء الفائزة ونشرها في أحد الصحف المصرية، تواصلت "روزاليوسف" مع الكتاب المصريين الخمس الفائزين، وسألناهم عن تأثرهم بما أثير حول الجائزة من تشكيك في النزاهة: الروائية منصورة عز الدين: لست مستاءة من تسريب الأسماء الفائزة بلغت منصورة بخبر فوزها برسالة إلكترونية من المشرفين علي الجائزة، علي الرغم من قيام إحدي الصحف بتسريب نشر اسمها ضمن عدد آخر من الفائزين، لكنها تقول:" لست مستاءة من التسريب لأنه لا علاقة لي به"، ولا تقلل واقعة التسريب أو ما حدث من تغير في رئاسة لجنة التحكيم من نزاهة الجائزة أو قيمتها لدي منصورة وتقول: "لجنة التحكيم تضم الدكتور جابر عصفور والروائية علوية صبح والكاتب عبده وازن وغيرهم، وهي أسماء محترمة تدعوني لاحترام وجهة نظرهم في الاختيار، وممن تم اختيارهم أري أسماء مهمة كعبد القادر بن علي وربيع جابر وأسماء أخري أود التعرف عليها". وتعتبر منصورة أن قيمة المسابقة تكمن في استمرار علاقتها بالفائزين، وتوضح: "سيقام مؤتمر للفائزين في الفترة من 15 إلي 18 من شهر إبريل 2010، تعقد خلاله 50 ندوة ما بين قراءات ومناقشات وندوات خاصة بأعمال الكتاب" ، ولا تعتبر منصورة أن تحديد سن ال39 كشرط للجائزة يقلل من مستوي الكتاب، فالكتابة لديها لا ترتبط بسن. الشاعرة نجاة علي: علي العواصم أن تتبع هذا التقليد لم تتقدم نجاة للجائزة كما قالت، بل فوجئت باسمها منشورا ضمن الترشيحات في جريدة "أخبار الأدب"، وتعتبر أن اختيارها من قبل لجنة تحكيم محترمة من شأنه أن يزيد من فرحتها بالفوز. نجاة بدت متعاطفة مع زملائها من غير الفائزين، ومتعاطفة مع الجائزة في قولها: "نقص المعلومات حول شروط التقدم للجائزة وتغير لجنة التحكيم وحداثة الجائزة هو ما خلق لبسا عند الناس، ونحن لسنا الأفضل، فالقائمون علي الجائزة اضطروا لتصفية القائمة الكبيرة بالاحتكام لتصويت الجمهور وهي عملية قاسية عليهم، لأننا جميعا مقروءون بالخارج ولدينا بصمة في كتاباتنا والفائزون ليسوا أفضل من الآخرين". وتعبر نجاة عن استيائها مما يردده البعض من جملة "اشمعنا دول" وتقول: "حسمت المسألة الآن، والمسابقة تقليد جميل علي العواصم أن تتبعه شرط أن تحدد معايير واضحة للتقديم، ويحسب لها أنها تكرم الشباب بدلا من التكريم الذي يذهب معظمه لمن هم فوق السبعين". الروائي يوسف رخا: لم أتحمس للحدث بادئ الأمر لم يقلل الجدل الذي دار حول الجائزة من قيمتها لدي رخا، ويقول: "بصراحة شديدة أنا لم أتحمس للحدث بادئ الأمر، لأنني لم أعجب باختيار الإدارة لعلاء الأسواني كرئيس لجنة تحكيم، لكن كون حنان الشيخ ترشحني أنا وعدنية شبلي دون غيرنا فهذا شيء يفرحني بالتأكيد، سواء ربحت أو لم أربح". ولا يظن رخا أن عملية اختيار الفائزين في هذه الجائزة تختلف في نزاهتها عن أي جائزة أخري بما في ذلك البوكر العربية أو جائزة الجامعة الأمريكية أو غيرها، ويقول:" العوامل الشخصية وتوفر المعلومات وشروط حضور كاتب معين في مساحة معينة من الخطاب النقدي أثناء فترة زمنية معينة، كل هذا دائماً ما يلعب دوراً بصرف النظر عن قوة المكتوب، واتمني أن يظل معيار القيمة الإبداعية أساساً في الحكم في أي جائزة أو حدث". لكنه يعود ليؤكد: "لحسن الحظ أنا لست من المحسوبين علي شلة أو جماعة، رغم معرفتي بالكثيرين في سياقات صحفية وسياقات ترجمة إضافة إلي السياق الأدبي الصرف، والحقيقة أنه نادراً ما يرد اسمي في المنتديات والمؤتمرات، لذلك لا يؤرقني سؤال النزاهة علي أي مستوي". ويعتبر رخا أن "بيروت 39" نوع من الاعتراف بإنتاجه الأدبي، وأنها تهتم بالترويج للأدب المعاصر وتنشيطه قائلا: "هذا يسعدني ويشجعني خاصة وأنا في مرحلة انتقالية في مساري، ألتفت فيها إلي الأدب أكثر من ذي قبل، ولا شك أن العدد الأكبر من الأسماء التي أعرفها ممن تم اختيارهم كتاب أحترمهم ويشرفني الاقتران بهم"، ويضيف: "لم يؤثر وجود مقابل مادي أو عدمه علي قيمة الجائزة، وأعتقد أن هناك درجة أعلي من المصداقية في هذا النوع الجديد من الجوائز، فهو يعترف بتعددية الإبداع بدلاً من أن يقصر التكريم علي شخص واحد". الروائي محمد صلاح العزب: من الأفضل ألا تأخذ شكل الجائزة يعتبر العزب أن ما دار حول الجائزة من جدل كان في صالحها، ويقول: "لأنها صارت معروفة علي نطاق واسع، وأنا احترمت كل وجهات النظر التي وردت في هذا الخلاف، لأن كل كاتب في لجنة التحكيم تناول الموضوع من زاية معينة كان محقا فيها، لكن وجهات نظر أعضاء لجنة التحكيم ليست مؤثرة علي الفائزين"، ويضيف: "هذه خلافات متعلقة بالتحكيم فقط". ويري العزب أن الجائزة تتيح له فرصة لالتقاء 39 كاتبا من جيل كتابي واحد تقريبا من كل الوطن العربي، خاصة أن عددا كبيرا منهم لا يعرفون بعضهم شخصيا، وربما لم يقرءوا لبعضهم البعض، ويعتبر أن نشر ترجمات لنماذج من أعمالهم في دار نشر "بلومز بيري" الإنجليزية الكبيرة، يتيح للقارئ الغربي الاطلاع علي صورة مصغرة للأدب العربي الجديد بشكل صادق، بعيدا عن الاختيارات التي يراها "كثيرا ما تكون غير حقيقية لنماذج لا تمثل إلا نفسها"، ورغم ذلك فإن العزب يقول: "أري أن الأفضل ألا تكون في شكل جائزة، وأن يكون مهرجانا تتم الدعوة إليه، خاصة أنها ليست لها قيمة مادية". الروائي حمدي الجزار: سعيد باختياري في هذا المشروع لا ينزعج الجزار من تحديد المسابقة لسن معينة للمتقدمين، ويقول: "المشروع قائم علي تقديم كتاب جدد، وقد قدمت من قبل مؤسسة (جوتة) مسابقة مشابهة، وتحديد السن ما هو إلا آلية للمسابقة"، ولا ينزعج أيضا مما أثير حول الجائزة، ولا ينتقص ذلك من سعادته بها قائلا: "لجنة التحكيم رفيعة المستوي في وجهة نظري وهم حريصون علي أسمائهم ويتحملون مسئولية اختياراتهم، والجائزة تتيح لنا التعرف علي كتاب عرب آخرين والمشاركة في بيروت عاصمة عالمية للكتاب، وإنه لشيء جيد أن تترجم أعمالنا في دار نشر عالمية".