كانت هناك امبراطورية واحدة اسمها ميكروسوفت، والآن هناك امبراطوريات عديدة علي الإنترنت وفي عالم الكمبيوتر وهي تتصادم مع بعضها الآن بهذه العبارة المختصرة لخص نيكولاس كار (أحد أشهر المؤلفين في العالم في مجال التكنولوجيا) واقع شركات الكمبيوتر الكبري حول العالم. نيكولاس كار كان أيضا من أوائل من كتب عن "السحابة الكمبيوترية" (loud Computing) والتي توقع أن تساهم في التحديد من سيطرة ميكروسوفت علي عالم البرامج، وربما من سيطرة أي شركة عملاقة علي ارتباط الناس بالتكنولوجيا، لتكون السحابة هي البديل الذي تقدم من خلاله الشركات (صغيرة وكبيرة) ما يريده الناس في منافسة لا تختلف عن منافسة مواقع الكمبيوتر مع بعضها، حيث البقاء هو للأفضل فقط ولمن يستطيع إرضاء حاجات الناس المتزايدة والمتغيرة والطموحة.. ربما كان ما يقوله نيكولاس كار بعيدا عن الواقع ولكن السحابة بدأت في التكون وأمطارها علي وشك الهطول من خلال أمثلة ساهمت في بناء هذه السحابة مثل جوجل وأمازون وشركات أخري عديدة. السحابة الكمبيوترية بتبسيط واختصار هي أن تقع كل الخدمات البرمجية والكمبيوترية في مكان ما علي شبكة الإنترنت بحيث يمكن الاتصال بها من أي مكان في العالم من أي جهاز كمبيوتر أو موبايل أو غيره. من الأمثلة التي بدأت في تحقيق مفهوم السحابة هي خدمات جوجل التي تمكنك من خلق جداول للداتا أو ملفات إكسل Spreadsheets) يمكن الدخول إليها من إيميلك الشخصي كما يمكن للأشخاص الذين تعطيهم الصلاحية أن يدخلوا لهذه الملفات كذلك. جوجل أسست كذلك Google Desktop والذي يمكنك من البحث في ملفات كمبيوترك الشخصي من أي مكان والاطلاع علي محتوياتها. مثال آخر يتمثل في موقع salesforce.com والذي يعطيك الفرصة مثلا أن تضع كامل برنامج إدارة خدمات العملاءCRM) ) علي الإنترنت بحيث يدخل أعضاء الفريق علي البرنامج من أي مكان والتعامل معه ومع معلوماته. ميزة السحابة الكمبيوترية لا تتمثل فقط في إمكانية الدخول إليها من أي مكان علي وجه الأرض يوجد به اتصال علي الإنترنت دون أن ترتبط بجهاز كمبيوتر معين (مثل الإيميل تماما) بل هو أيضا يمكنك من بناء اتصال بين مجموعات كبيرة من الناس التي تستخدم هذه المعلومات ضمن إطار شركة مثلا، إلا أن الميزة الأكبر عندما نتحدث عن "صراع العمالقة" أن البرامج ضمن السحابة يتم تطويرها بشكل دوري وإضافة ميزات جديدة لها كل عدة أيام أو أسابيع، تماما كما تتم إضافة الميزات علي مواقع الإنترنت، وهو أمر أفضل بكثير من حالة ميكروسوفت والتي تقوم بنشر نسخة جديدة من ويندوز أو الأوفيس كل سنة، ويتعين عليها القيام بحملة تسويق هائلة ويتعين علي الناس تبديل البرامج علي أجهزتهم، وما يتبع ذلك من مشكلات لا تخفي علي أحد. وللحديث عن صراع العمالقة بقية..