سيطرت أصداء استقالة مهدي عاكف المرشد العام لجماعة الإخوان المحظورة علي قطاعاتها الداخلية رغم تراجعه شفهيا بفعل ضغوط عدد من قيادات الجماعة القدامي من القاهرة والأقاليم الذين زاروه في منزله أمس بالتجمع الخامس بحثًا عن آلية للصلح بينه وبين قيادات مكتب الإرشاد خاصة محمود عزت الأمين العام بعد أن وصلت علاقتهما إلي طريق مسدود. وقالت مصادر إخوانية ل"روزاليوسف" إن القيادي عصام العريان الذي كان تصعيده إلي مكتب الإرشاد السبب الأكبر في الخلافات بين عزت وعاكف اعتمد في معركته علي كبار قدامي الإخوان من ناحية وشباب الجماعة من ناحية أخري دون أن يظهر هو في الصورة تمامًا حيث استطاع الضغط علي عاكف من خلال الرعيل الأول للجماعة مثل محيي عيسي وعبدالستار فتح الله باعتباره الأولي بالتصعيد لمكتب الإرشاد. وقالت مصادر قريبة من مكتب الإرشاد إن عاكف قدم استقالته منذ أسبوع لكن تم رفضها لأن اللائحة الداخلية للجماعة تنص علي حق المرشد في تقديم استقالته ولمكتب الإرشاد الحق في قبولها أو رفضها وفي حالة إصرار المرشد علي الاستقالة تحدد قيادات المكتب الوقت الذي يستقيل فيه لإجراء انتخابات لاختيار بديل له وأنه تراجع عنها بعد زيارة وفد من قدامي الإخوان من محافظات الشرقية والغربية والمنوفية له في منزله. وأفاد المصدر أيضًا أن استقالة عاكف إذا ما تم قبولها كانت تتضمن طرفًا آخر للصراع بين قيادات مكتب الإرشاد لأن اللائحة تنص في حالة خلو منصب المرشد علي تولي أكبر الأعضاء سنًا وهو لاشين أبوشنب في حين أن عاكف فوض محمد حبيب نائبه الأول لإدارة أمور الجماعة في غيابه لحين إجراء انتخابات جديدة علي خلاف رغبة أعضاء الحرس الخاص. من جانبه قال القيادي الإخواني أحمد رائف أن الخلافات بين قيادات الجماعة ترجع لعدة أيام سابقة وأن تصعيد العريان ليس السبب الوحيد فيها بل إن أسبابًا أخري تداخلت منها اتهام عاكف بإفساد محاولة من جانب الجماعة لاستثمار فرصة فتح حوار مع الدولة إضافة إلي تحول موضوع الصراع من تصعيد العريان إلي صاحب الكلمة الأخيرة في الجماعة. وأضاف رائف أن الصراع الذي دار بين القيادات أثبت أن الخلاف ليس حول الحق أو العدل والدين وإنما المصالح الشخصية للقيادات وهو ما يمثل من وجهة نظره هدمًا كبيرًا في الجماعة فكريا وتنظيميا. وفي تطور مواز للأزمة أصدر خالد الزعفراني القيادي السابق بالجماعة بالإسكندرية ومعه مجموعة من قيادات جيل السبعينيات بيانًا يطالبون فيه باستبعاد عصام العريان وإبراهيم الزعفراني "ابن عمه" اللذين قالا إنهما يجيدان حبك المؤامرات وأن تصعيد أي منهما سوف يدفع بالجماعة إلي معترك السياسة بشكل كبير وهو ما سيؤثر سلبًا علي الجماعة من ناحية وعلي الحياة السياسية من ناحية أخري. في محاولة داخلية لتدارك أزمة استقالة المرشد أعدت الجماعة خطة إعلامية لتكثيف ظهور عاكف عبر الفضائيات لنفي الاستقالة عمليا، وعلمت "روزاليوسف" أن عاكف تخلي عن مساندته لعصام العريان بعد فشل جهوده وأنه سيكتفي بالإشادة بالدور البارز للعريان في الجماعة بموقعه التنظيمي كرئيس للجنة السياسة وذلك في رسالته الأسبوعية. وحرص عاكف علي التواجد مبكرًا أمس بمكتب الإرشاد وأجري حوارًا مع التليفزيون النرويجي، فيما يجري الإعداد للقاءات فضائية أخري لطمأنة أذرع الجماعة بالخارج. حبس 17 قياديا بالجماعة ومن ناحية أخري قررت نيابة الدقهلية حبس 17 قياديا بالجماعة المحظورة وإخلاء سبيل 3 آخرين بمختلف مراكز المحافظة بعد أن ألقت أجهزة الأمن بالدقهلية القبض عليهم وبحوزتهم أجهزة كمبيوتر ومستندات ومنشورات تروج لفكر الجماعة المحظورة. كما ألقت أجهزة الأمن القبض صباح أمس علي 8 آخرين من قيادات الجماعة بالمحافظة.