رغم المطالبات المستمرة من المقر المركزي ببولس حنا للجان الوفد بالمحافظات بضرورة سرعة إنجاز تصوراتهم الخاصة ببرنامج الحزب، وبرنامجهم الانتخابي لانتخابات 2010، إلا أن لجان الحزب بالمحافظات تعاني من الخمول الشديد، حيث لم ينته من وضع تصوراته النهائية سوي وفد بورسعيد الذي صاغ عددا من الأفكار وأرسلها لبولس حنا! وورد بورقة وفد بورسعيد انتقادات لما سموه الانفجار السكاني وتأثيراته المستقبلية في ظل الأزمة المالية العالمية وحالة الركود الاقتصادي الذي ترتب عليه بطالة وأزمات صحية وبيئية بخلاف أزمات المواطن. وحذرت الورقة مما سمته "الأزمات المحدقة" بالمحافظة إذا لم يتم التصدي لها بشكل مدروس، منتقدة محاولات التخطيط المنفرد وتجاهل رؤية الأحزاب والنقابات والجمعيات الأهلية! وحددت الورقة بعض المشكلات وآليات حلها وكان في المقدمة منها: أزمة الإسكان، حيث شددت علي ضرورة القيام بحملة شعبية تحت رعاية المحافظ لتحفيز المواطنين ورجال الأعمال علي التبرع وتوجيه جزء من زكاتهم لصالح المتعثرين بسبب ما سماه المشروع تعثر 25 ألف بورسعيدي عن سداد إيجارات مساكنهم وأضاف الاقتراح "الأولوية لمن صدرت ضدهم أحكام استئنافية أو جزئية".. وحملت الورقة تصورات حول المشروع القومي للإسكان في بورسعيد بحيث يتم تحويله من محدودي الدخل لمتوسطي الدخل مشترطًا تعديل شروط المشروع ليصبح السداد علي 40 سنة وليس 20 سنة حتي يصبح القسط الشهري معقولا وفي متناول المواطن. وتضمنت إحدي أوراق اللجنة التي حملت عنوان "مستقبل الاستثمار في بورسعيد والعاملين به في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية" تأكيدات علي احتمالات غلق العديد من المصانع لأبوابها وتسريح العاملين بها الذين يبلغ عددهم بهذا القطاع أكثر من ثلاثين ألف شاب وفتاة، مضيفا هذا القلق قد يهدد المجتمع واستقراره. اللافت أن التقرير حرص علي التأكيد أن دفاعه عن حقوق العمال ليس الهدف منه اللعب علي مشاعرهم واستغلال ظروفهم لصالح مكسب سياسي، متابعًا: "الوفد هو الحزب الذي يتبني فكر الاقتصاد الحر ويشجع القطاع الخاص دون تجاهل لدور الدولة بخلاف أن الوفد سبق أن دافع عن حقوقهم". أما الورقة الثالثة فشددت علي تحويل بورسعيد لمسطح أخضر للتخلص من القمامة من خلال إسناد تنفيذ المشروع لشباب الخريجين بتكوين شركات بتمويل من الصندوق الاجتماعي للتنمية علي أن تكون الأولوية للشركات المشارك فيها شباب المنطقة وكان المشروع الأخير في الورقة "تحويل الأسرة البورسعيدية لوحدة منتجة من خلال المشروعات الصغيرة وإنشاء كورنيش الزهور علي بحيرة المنزلة". وفي سياق متصل، وجه سكرتير عام الوفد منير فخري عبدالنور خطابا إلي لجان حزبه طالبهم فيه بمناقشة المسودة المرفقة مع الخطاب والتي تمثل ملخصًا لبرنامج الحزب الذي تم إعداده خلال الأسابيع الماضية ويتناول القضايا الرئيسية لطرحها خلال المعارك الانتخابية المقبلة! وكان عبدالنور قد أرسل مسودة برنامج حزبه والمكونة من 35 ورقة لمناقشتها داخل اللجان العامة والفرعية، علي أن يتم بعد ذلك رفع مقترحاتهم وتعليقاتهم إلي السكرتارية العامة، محددًا مدة إرسال المقترحات في موعد أقصاه 31 أكتوبر الجاري، وذلك لأخذ هذه الملاحظات في الاعتبار خلال الصياغة النهائية للبرنامج حتي تعرض علي مؤتمر الحزب وهو ما لم تقم به لجان المحافظات حتي الآن بشكل كامل!