قنابل موقوتة هي تلك الأماكن والبؤر التي تشهد ازدحاماً وتكدساً يومياً لكنها بعيدة عن عيون المسئولين أو خارج الحسابات، فقد تنفجر من داخلها أزمة كبيرة وغير متوقعة بسبب مرض أنفلونزا الخنازير بينما ترتكز مجهودات الحكومة بقطاعاتها المختلفة علي الوقاية من المرض داخل المدارس والجامعات، ولكن بالنظر إلي مراكز التقوية والدروس الخصوصية نجد كثافة الفصول بها تتخطي 75 تلميذاًَ بالفصل ورغم ذلك بلا رقيب أو حسيب، فيما تشهد المحاكم والمستشفيات ودور الأيتام والمناسبات زحاماً وتكدساً متواصلاً وعندما تفتش عن إجراءات الوقاية لا تجدها حتي لا تجد في كثير من هذه الأماكن مجرد لافتات إرشادية حول طبيعة المرض وأعراضه وكيفية الوقاية منه وكأن الحكومة تتعامل بمنطق "العين بصيرة واليد قصيرة". العيادات الخارجية بالمستشفيات.. منافذ لظهور العدوي آلاف من المواطنين يترددون يوميًا علي أقسام الاستقبال والعيادات الخارجية بالمستشفيات الحكومية لتجد حالة من التكدس والازدحام بداية من أرصفة وطرقات المستشفي وصولاً لأماكن الحجز والكشف. مريم فخري إحدي المترددات علي العيادات الخارجية بمستشفي أبو الريش "الياباني" تقول ابنتي عمرها "4 أعوام" مصابة بفشل كلوي من محافظة المنيا، وتم تحويلها إلي هنا ورغم المخاوف والمخاطر من المجيء للكشف وتلقي العلاج وسط هذا الازدحام الرهيب داخل العيادات الخارجية وغياب التهوية والنظافة إلا أنني لا يمكنني عدم المجيء، خاصة وأن ابنتي في حاجة لإجراء الغسيل الكلوي مرتين أسبوعيًا. وتكمل رضا رمضان والدة "أسماء" 6 سنوات وتجلس بها والدتها علي الأرض أمام عيادة الكلي تقول: اضطر للمجيء 3 مرات أسبوعيًا لإجراء الغسيل الكلوي ومرة أخري لمتابعة الحالة، وهذا يضطرني للمجيء باكرًا والوقوف لساعات طويلة حتي يتم الحجز والوصول لدوري في الكشف، وهو أمر في غاية الخطورة خاصة في ظل الازدحام الشديد وعدم وجود منافذ تهوية لهذا نطالب بأن يتم الكشف بشكل أسرع وتوفير عدد من الأطباء حتي يتسني لهم الكشف علي هذا الكم الهائل من جانبه يقول د. أشرف حاتم مدير عام مستشفيات جامعة القاهرة، أن هناك 3 أقسام للاستقبال تتبع مستشفيات جامعة القاهرة فضلاً عن عدد كبير من العيادات الخارجية، ويقبل علي أقسام الاستقبال ما يزيد علي 100 شخص لكل قسم، بينما تشهد العيادات إقبالاً شديدًا حيث يزيد عدد المترددين علي 1500 مريض يوميًا غير ذويهم. ويكمل حاتم تسعي إدارة المستشفيات الجامعية لوضع خطة لمكافحة تفشي الفيروس خاصة أن تلك الأماكن بعضها "شبه مغلق" لهذا صدرت تعليمات بضرورة إلزام جميع الأطباء والممرضات باستعمال ماسكات "جراحية" كذلك إلزام الأمن بألا يصحب المريض أثناء الكشف سوي شخص واحد من أقاربه وتم زيادة سعر تذكرة الزيارة إلي 5 جنيهات بدلاً من 3 جنيهات لتقليل أعداد الزائرين. ويؤكد أن أغلب العيادات الخارجية لديها مساحات مكشوفة للانتظار، كشف شباك التذاكر، وبالنسبة لعمال النظافة فهناك حوالي 190 عاملاً "ثابتًا" و400 مؤقت، وهو بالطبع عدد غير كاف، ولدينا عجز يقارب 600 عامل، وسنسعي للتعاقد مع إحدي شركات النظافة. ماجد الديب مدير عام المستشفيات يقول: إن هناك 7 مستشفيات تتبع جامعة "عين شمس" لديها حوالي 4 أقسام استقبال، بالإضافة لعشرات العيادات الخارجية والتي يقبل عليها قرابة 900 مريض يوميًا. ويضيف: تم منع الوقوف أمام ساحات العيادات الخارجية وأقسام الاستقبال والانتظار بساحات "مفتوحة" كما تم عزل عيادات الباطنة والأطفال والصدر والتي من المحتمل أن يقبل عليها حالات اشتباه بأنفلونزا الخنازير للكشف، حتي يتسني إعطاؤهم ماسكات "جراحية" للمترددين.