البلاغ الجديد اسم صحيفة طفا علي سطح الساحة الإعلامية مؤخرًا علي اثر نشرها تقريرًا خبريا زعم محرروه ضبط شبكة شذوذ جنسي تورط فيها فنانون، وهو ما نفته الجهات التي نسبت لها الصحيفة التحقيق في الواقعة مثار الجدل الذي انتقل لساحت القضاء ونال بلا شك من سمعة فنانين وسمعة الصحافة. شريف حمزة حفيد عبدالقادر باشا حمزة مؤسس جريدة البلاغ واسعة السيط والانتشار وصاحبة المشروع الوطني والكفاح ضد الاستعمار منذ أن تأسست عام 1923 استنكر بشدة ما نال هذا الاسم العريق من اساءة كاشفًا أنه سعي لاتخاذ إجراءات قانونية ضد القائمين علي اصدار البلاغ الجديد لمنعهم من استغلال الاسم اسم الجريدة التي أسسها جده وأنفق عليها من ماله وجهده وعمره حتي لا يساء استغلال الاسم: إلا أن مستشاريه القانونيين أكدوا له أن ترخيص الجريدة الجديدة أجنبي ويصعب منعها من استغلال الاسم. حمزة شدد علي أن البلاغ الجديد لا يوجد علاقة لها نهائيا بالبلاغ ولا للقائمين عليها علاقة من قريب أو بعيد بأسرة عبدالقادر باشا حمزة، فمطابع البلاغ مازالت تعمل رغم توقف الصحيفة قرابة عام 1956. لكن من هو عبدالقادر حمزة؟ هو أبرز رواد الصحافة المصرية ولد بشبراخيت محافظة البحيرة عام 1880 تلقي تعليمه الثانوني بمدرسة رأس التين الثانوية بالإسكندرية ثم انتقل إلي مدرسة الحقوق بالقاهرة التي كانت قبلة الشباب الطامحين في تبوؤ المناصب المرموقة بالدولة، حصل علي ليسانس الحقوق عام 1901 وكان عدد الطلبة الذين تخرجوا معه في تلك السنة 12 طالبًا فقط منهم مصطفي النحاس ومحمد حلمي عيسي وعلي ماهر ورشوان محفوظ ومحمود بسيوني وغيرهم من الأسماء اللامعة في عالم الفكر والسياسة. عمل عبدالقادر بالمحاماة حتي عام 1907 وسعي للصحافة فما أن علم بظهور جريدة جديدة باسم الجريدة لمحررها أحمد لطفي السيد أستاذ الجيل حتي تطوع للعمل بها بلا مقابل فما لبث أن بزغ نجمه في عالم الصحافة والمقال الصحفي فكانت مدرسة المقال هي السائدة في ذلك الوقت وما أن قضي بالجريدة 3 سنوات حتي فكر أعيان الإسكندرية في تأسيس جريدة يومية سياسية فكانت الأهالي التي صدرت عام 1910 ووقع الاختيار علي عبدالقادر حمزة ليرأس تحريدها معبرًا عن رأيه بجرأة ونزاهة أنفق ثروته علي الصحف التي كان يصدرها فيعطلها الاحتلال والقصر كل ذلك كان ايمانًا بالفكر والقلم والدور الوطني للصحافة ثم دعاه سعد زغلول للانتقال للقاهرة بعد واقعة طريفة حيث اعتقل الاحتلال عبدالقادر حمزة بالتزامن مع نفي سعد باشا زغلول إلي الخارج وأفرجوا عنه بعد فترة ومع اقتراب عودة زغلول عرض الإنجليز علي عبدالقادر مبلغًا ماليا مقابل الهجوم علي سعد يوم عودته وأوهمهم عبدالقادر بقبول العرض حتي لا تصادر الجريدة إلا أنه فاجأ الاحتلال بعدد ثوري ألهب مشاعر الجماهير خرجت حاملة جريدة الأهالي تستقبل سعد باشا ومن هنا نشأت الصداقة. في العام 1923 دعا سعد باشا عبدالقادر للانتقال للقاهرة واعدًا أياه بأن يساعده الوفد في إنشاء جريدة البلاغ وبالفعل سهل حصوله علي قطعة أرض إلي جوار بيت الأمة إلا أن عبدالقادر أصر علي أن يدفع كل مليم ولا يساهم الوفد ماليا في إصدار الجريدة حتي يكون حرًا في فكره ورأيه. لم يمض علي صدور البلاغ 28 يناير 1923 أربعون يومًا حتي أوقفها البريطانيون واعتقل عبدالقادر مع أعضاء الوفد بثكنة قصر النيل وبمجرد خروجه من المعتقل أصدر جريدة الرشيد، وعاد ليصدرها لتستمر حتي وفاته 1941 لتتوقف نهائياً 1956