استكمالاً للحديث عن قضية التعليم الأساسي في العالم، فإن نتائج إحدي دراسات الأكاديمية الأمريكية للآداب والعلوم تشير إلي أن هدف توفير التعليم الأساسي علي مستوي العالم ليس بالهدف الطموح إلي الدرجة الكافية، ومن ثم فينبغي علي العالم أن يطمح إلي توفير التعليم الثانوي عالي الجودة علي مستوي العالم، فضلاً عن توفير التعليم الأساسي. ذلك أن الدول النامية تنفق حوالي 93 مليار دولار سنوياً علي التعليم الثانوي. وإذا ما تبنينا توجهاً تدريجياً منذ الآن وحتي عام 2015، فإن التكلفة السنوية الإضافية اللازمة لتوفير التعليم الثانوي لكل أطفال العالم سوف تتراوح علي الأرجح ما بين 27 ملياراً إلي 34 مليار دولار. إن إيجاد المساحة اللازمة لاستيعاب التحاق الأطفال بالتعليم الثانوي علي مستوي العالم سوف يتطلب استثمارات ضخمة. ولسوف تعمل هذه الاعتمادات المالية علي أفضل تقدير علي تخفيف وليس إزالة أشكال التفاوت العالمي في القدرة علي الالتحاق بالتعليم وفي جودة التعليم ذاته. وهذه الاعتمادات لا تتضمن التكاليف اللازمة لإدخال تحسينات أخري لازمة لتشجيع الأطفال علي الذهاب إلي المدرسة، مثل الوجبات، والمعونات الخاصة برسوم التعليم، وتوفير معلمين أكثر نشاطاً وفعالية وأفضل اطلاعاً. كما أنها لا تتضمن التكاليف الضرورية لتحسين قدرة الحكومات المحلية علي جمع البيانات وفرض الإصلاحات التعليمية والإشراف علي تنفيذها. وعلي الرغم من أن توفير المزيد من المال أمر ضروري لا غني عنه، إلا أنه لا يكفي في حد ذاته. ذلك أن الحواجز الثقافية في بعض المناطق من العالم تمنع تعليم البنات أو الأقليات سواء الأقليات علي أساس اللغة أو الدين أو العرق. كما أن الإرادة السياسية اللازمة لتوسعة وإصلاح التعليم علي مستوي العالم من الصعب أن تتوفر في دول العالم الأكثر ثراءً. إن ضمان التعليم عالي الجودة لكل الأطفال يتطلب طرح الأهداف التعليمية لمناقشة مفتوحة، والالتزام الدولي بتحسين فعالية التعليم وكفاءته الاقتصادية، وإدراك الحاجة إلي توفير التعليم الثانوي لكل الأطفال، والاعتراف بوجود الفوارق القائمة في العملية التعليمية والحاجة إلي تكييف السياسات الخاصة بالمعونات بحيث تتناسب مع البيئة المحلية لكل منطقة من مناطق العالم. ولن يتسني إنجاز أي من هذه المهام قبل تكميل التمويل الذي تستطيع الدول النامية توفيره بالفعل، وهنا لا اتصور ان طموح مصر في تعليم أفضل سوف يتحقق بيد واحدة وهي يد الدولة وهي مهما امتدت ستظل قصيرة .. من هنا ينفجر السؤال هل آن للمجتمع أن يشارك ؟