للمرة الثانية علي التوالي خلال ندوتين متتاليتين يترك "ناجي الشهابي" رئيس حزب الجيل الساحة لضيوفه، فبعد أن استأذن المرة الأولي وغادر ليلحق بأحد لقاءات القنوات الفضائية، تأخر هذه المرة لأكثر من ساعة إذ حضر ضيف الندوة في موعده واضطر للانتظار وهو ما جعل الحاضرين ينهالون عليه بالأسئلة. الندوة حملت عنوان "عن الأضرار والمخاطر التي تنجم عن ري المحاصيل الزراعية بمياه الصرف الصحي" والذي تحدث فيها "د. سمير الشيمي" رئيس وحدة البحوث بمعهد بحوث الأراضي والمياه واصفًا الدورة الطبيعية التي من المفترض أن تمر بها مياه الصرف الصحي حتي تصل في النهائية لمياه صالحة للري وهو ما يحدث بالفعل في محطات حلوان والجبل الأصفر و15 مايو.. إذ يعالج الصرف في أحواض ابتدائية للتخلص من "الحمأة"، ثم مرحلة ثانية لمزيد من التنقية، تتلوها المرحلة الأخيرة التي تصل إليها المياه للتهوية لتصبح بعد ذلك صالحة لري كل أنواع المحاصيل، وفي بعض البلدان المتقدمة مثل اليابان تمر المياه بمرحلة رابعة لتصبح بعد ذلك صالحة للشرب! وأضاف الشيمي: أن محطاتنا في مصر مصممة بكل هذه المراحل إلا أن سعتها لا تستوعب الزيادة السكانية وبالتالي إما أن تتعطل بعض هذه المراحل فتخرج المياه دون أن تستوفي مراحلها، أو من البداية يتم صرفها لعدم وجود أحواض فارغة في المحطات، هنا يأتي دور الفلاح الذي يستأجر قطعة الأرض بخمسة آلاف جنيه ليس ليتركها تبور، ولكن كيف يزرعها عندما لا تصل مياه النيل إلي ترع الري نظرًا لأن بعض رجال الأعمال يستخدمونها في بناء مدنهم الجديدة الفاخرة أو أراضي الجولف؟! وبالتالي لا يجد الفلاح أمامه إلا مياه الصرف ليروي بها "ومحدش هيشوفه"! وخلال هذه الكلمات التي جذبت تركيز الجميع. حضر "ناجي الشهابي" رئيس الحزب و"عبدالصمد الشرقاوي" قيادي بالحزب الناصري. تحدث "الشهابي" قائلاً: هذه الأزمة ليست من صنع الحكومة الحالية وإنما من صنع حكومات سابقة أقسمت علي حماية مصالح المواطن ولكن غابت عنها الأولويات، وأنا أقول ببساطة إن الحكومة أول المستفيدين من حل هذه المشكلة لأن الأموال التي ستنفق علي تطهير المصارف وشبكات الري أقل بكثير مما ستنفقه الدولة ووزارة الصحة في علاج الفشل الكلوي وأمراض السرطان. واتفق معه "عبدالصمد الشرقاوي" ملقيًا اللوم علي الوزراء الذين لا يهتمون بمراعاة مصالح الشعب وكل يلقي بالمسئولية علي غيره بالإضافة إلي المشاريع التي تحدث في مصر الآن، التي تستخدم مياه الري بشكل مبالغ فيه وفي النهاية تستنفد المياه دون أن تكفي لشيء! فيما طمأن "د. سمير" الحضور قائلاً إن الحياة ليست بهذه القتامة وأننا لا يجب أن نتوقف عن شرب المياه خوفًا من أن تحمل لنا السرطان والتيفود، ومن باب الراحة النفسية نصح بغلي المياه وتركها يوما ثم تصبح صالحة تماما للاستخدام الشخصي، أما بخصوص مياه الصرف فعاد ليحذر بأن استخدامها مرتبط فقط بمعالجتها بشكل صحيح أما لو ظل الأمر كما هو عليه فذلك يعد جريمة انسانية.