دخلت عملية المصالحة الفلسطينية التي تسعي القاهرة إلي إتمامها في جولة الحوار المقبلة مرحلتها النهائية حيث تسلمت مصر أمس رد آخر فصيل فلسطيني علي ورقتها لإنجاز المصالحة بعد أن التقي الوزير عمر سليمان مدير المخابرات العامة مع وفد من حركة حماس برئاسة خالد مشعل رئيس المكتب السياسي. واعتبر محمود الزهار القيادي البارز في حماس رد الحركة علي الورقة المصرية للمصالحة الفلسطينية إيجابيا، مشددًا علي أن حماس تقف إلي جانب المصالحة والابتعاد عما يفرق بين الضفة وغزة. وقال الزهار في تصريحات قبل بدء اللقاء «نحمل موقفًا إيجابيا، وهذا الموقف يعتمد علي الواقع، وليس معني أن الرد إيجابي هو تنازل، ولكنه محاولة حقيقية لحل الإشكاليات القائمة والوصول لاتفاق». وأضاف أن موقف حماس منذ البداية وبقناعة الجميع وبخاصة الجانب المصري هو مع المصالحة أو الحوار ووحدة الشارع الفلسيطيني. من جانبه وصف الدكتور أحمد يوسف المستشار السياسي لإسماعيل هنية رئيس حكومة حماس الورقة المصرية للمصالحة الفلسطينية بأنها متوازنة ومقبولة. فيما اعتبرها هنية نفسه نقطة انطلاق حقيقية نحو المصالحة مشيرًا إلي أن حماس التي تعد آخر فصيل يسلم الرد علي الورقة المصرية تحمل موقفًا إيجابيا منها. علي صعيد آخر أعربت الفصائل الفلسطينية عن إدانتها لقيام مجموعات من المستوطنين اليهود بمحاولة اقتحام باحات المسجد الأقصي تحت حراسة جنود الاحتلال أمس الأول محذرة من أن هذه الاعتداءات من شأنها أن تفتح المواجهة علي مصراعيها مع قوات الاحتلال الإسرائيلي. وأكدت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس أن الاعتداءات المتكررة والمساس بالمسجد الأقصي هو نذير خطير لما هو قادم، موضحًا أن الكتائب لن تقف مكتوفة الأيدي أمام استباحة أحد أقدس مقدسات المسلمين، وقالت: «إن الأقصي هو الشعلة التي يبدأ عنها الانفجار، وسندافع عن الأقصي بكل الوسائل وعلي العدو أن يتوقع وينتظر بفارغ الصبر ما يسوؤه». وشارك الآلاف في قطاع غزة في مسيرات مساء أمس الأول احتجاجًا علي محاولة اقتحام المسجد الأقصي واستجابة لنداء حماس للخروج بمسيرات حاشدة نصرة للمسجد الأقصي. وطالبت حماس السلطة في رام الله وحركة فتح بالتوقف عن مسلسل اللقاءات التي وصفتها بالعبثية مع الاحتلال التي توفر له غطاءً للاستمرار في هذه الجرائم. وقالت: «ندعو محمود عباس إلي رفع العصا عن المقاومة في الضفة المحتلة، وإطلاق سراح المعتقلين ليقوموا بدورهم في حماية الشعب والمقدسات وتمكين أهلنا في الضفة للتعبير عن غضبهم في وجه المحتل». بدوره صرح خالد البطش، القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، بأن الاعتداءات المتكررة علي المسجد الأقصي من قبل حكومة العدو وقطعان المستوطنين في هذا الوقت بالذات هي دليل علي تصعيد خطير وهي بداية لمرحلة جديدة من العدوان الذي يتوسع لتطال شظاياه أطرافًا عربية متعددة. ودعا البطش إلي تصعيد المقاومة ضد جرائم العدو والرد علي عدوانه «حتي لا يظن العدو أن بمقدوره أن يمرر علي شعبنا أوراقا جديدة وأن يفرض وقائع جديدة تمكنه من هذا الشعب ومن هذه الأرض المباركة». من جانبه حذرت حركة فتح من اشتعال انتفاضة ثالثة للشعب الفلسطيني ردًا علي المواجهات في المسجد الأقصي بمدينة القدس. وشدد النائب محمد دحلان مفوض الإعلام في اللجنة المركزية لحركة فتح، في بيان صحفي، علي خطورة الوضع في مدينة القدس والمسجد الأقصي، داعيا أبناء الشعب الفلسطيني للتوحد في «معركة الدفاع عن مسري النبي والقبلة الأولي للمسلمين». ونبه إلي احتمال اندلاع انتفاضة فلسطينية «بسبب الاستخفاف الإسرائيلي بمشاعر المسلمين وإقدام الجماعات اليهودية المتطرفة تحت غطاء سلطات الاحتلال باقتحام المسجد الأقصي والاعتداء علي المصلين بداخله». واعتبر «أن انتهاك حرمات المسجد الأقصي بمثابة اللعب بالنار وتخطي الخطوط الحمراء التي لن يسمح به الشعب الفلسطيني وقيادته»، محملاً إسرائيل المسئولية الكاملة عن تبعات هذا العمل الخطير الذي قامت به الجماعات اليهودية بالقدس. ودعا جميع الفصائل الفلسطينية للتعالي علي مشاكلها الداخلية والوقوف صفًا واحدًا في وجه تهويد القدس والقضية الفلسطينية، مؤكدًا ضرورة الرد علي هذه التهديدات بالوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام. يأتي هذا في وقت ارتفعت فيه ضحايا مواجهات الأقصي إلي أربعين جريحًا فلسطينيا. عربيا.. توالت ردود الأفعال الغاضبة جراء اقتحام المسجد حيث أدانت الجامعة العربية بشدة ما وصفته بالانتهاكات الإسرائيلية. فيما استدعت وزارة الخارجية الأردنية أمس الأول القائم بالأعمال الإسرائيلي في عمان وحملته رسالة احتجاج وشجب الحكومة الأردنية لاقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلية للمسجد الأقصي. وطالبت الخارجية الأردنية «إسرائيل» بالوقف الفوري لهذه الأعمال الاستفزازية التي تهدد الأمن والسلم بالمنطقة وتقوض جهود السلام. يأتي هذا في وقت أرسلت فيه إسرائيل مذكرة استدعاء للشيخ عكرمة صبري خطيب المسجد الأقصي للتحقيق معه بتهمة التحريض علي الشغب في المسجد الأقصي. تزامن ذلك مع قيام إسرائيل بقصف مدفعي علي وسط قطاع غزة تخلله توغل محدود لقوات إسرائيلية خاصة في المنطقة.. مما أدي إلي إصابة 3 فلسطينيين. وفي سياق متصل تسعي تل أبيب إلي تشكيل هيئة قضائية إسرائيلية أمريكية لمواجهة التقرير الأممي الذي أعده القاضي الجنوب أفريقي ريتشارد جولدستون الذي اتهم إسرائيل بارتكاب جرائم حرب في غزة.