صلي علي النبي واللي عنده دم أحسن من اللي عنده فلوس عبارتان تصادفهما علي بعض التسعيرات في أسواق الخضراوات والفاكهة.. يستخدمها الباعة لخداع الزبائن، علي شاكلة الخمسة التي تشبه الزيرو لجذب أنظار الناس، حيث يلجأ البعض للخداع البصري واللعب بأحجام الأرقام علي التسعيرة بحيث تبدو للزبون بسعر أقل من سعرها الحقيقي.. ففي الوقت الذي يظهر فيه سعر كيلو الفاكهة بالتسعيرة 200 قرش -مثلا- مكتوبة بالحجم الكبير من الخط، يكون مكمن الخداع في الصفر الأوسط حيث يستبدله الباعة برقم 5 صغير بحجم الصفر.. فيبدو للزبون أن السعر 2 جنيه رغم أن البائع يحاسبه علي 250 قرشًا سعر الكيلو كما تقول التسعيرة الفخ، وتضطر وقتها لقبول الأمر إحراجا أو ترفضه اعتراضا! خالد فاروق -موظف- وقع في هذا الفخ دون أن يدري قائلاً: اشتريت من أحد الباعة ثلاثة كيلو جوافة وبعد أن ذهبت إلي البيت ورجعت باقي الحساب اكتشفت أن البائع لم يعطني باقي الحساب صحيحا.. ولما عدت له وجدت التسعيرة تغالطني في نصف جنيه علي كل كيلو! مني السيد -ربة منزل- تقول: وأنا أراجع حسابي عند البائع فوجئت به يحاسبني علي سعر كيلو عنب زيادة لم آخذه.. لكنه أوضح أن الحساب صحيح، مشيرًا إلي رقم 5 صغير جدا في التسعيرة جعلني أقرأ التسعيرة 4 جنيهات بدلا 4.5.. مما أثار غضبي.. وحاولت أن أفاصل مع أخذها بالسعر الذي رأيته للمرة الأولي لكنه رفض.. واضطررت أن أوافقه علي خداعه رغما عني لاحتياجي في زيارة لأقربائي.. وختمت مني كلامها عن الفخ في التسعيرة قائلة: أكثر ما أغضبني ليس الفلوس ولكن الضحك علي الناس ومعاملة البائع لي كأني عمياء! وبالقطع فإن رأي الدين كان واضحا في هذه المسألة حيث اعتبر علماء الدين أن استخدام النقطة المختفية أو الرقم الصغير في تسعير السلعة هو نوع من الغش المحرم، حيث يوضح دكتور مصطفي عمارة أستاذ علم الحديث بكلية أصول الدين أن هذه الأفعال التي تصدر من الباعة تدليس وغش للمسلمين وسيعاقبهم الله عليها في الدنيا والآخرة، مؤكدًا أنه لابد أن يكتب البائع السعر واضحا علي السلعة ويكون مكتوبا بالأحرف حتي لا يحدث أي نوع من الاختلاط ويكون فاصلاً قاطعًا أمام الزبائن وأي تلاعب يحدث هو حرام حرام. وأضاف دكتور عمارة: يجب علي المشتري أن ينبه الباعة بأن هذا حرام ويطالبهم بكتابة الأرقام بشكل واضح سواء قبل أن يشتري منهم السلعة بهذه الطريقة أو رفض.. تبعا لقول الرسول صلي الله عليه وسلم (من رأي منكم منكرا فليغيره).