يبدو أن الوجه الأسمر للدبلوماسية المصرية سيتصدر المشهد في المرحلة المقبلة بتحركات مصرية مؤكدة ومدروسة ومتغلغلة داخل افريقيا.. وهي المرحلة التي كشف السفير حسام زكي المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية أنها ستشهد حركة نشطة من الزيارات المتبادلة بين مصر وعدد من دول حوض النيل علي مستويات مختلفة بما في ذلك المستويات العليا لتعزيز التعاون مع هذه الدول وقال زكي إن هناك اتصالات وحركة دائمة مع هذه الدول ولكن الفترة المقبلة تحتاج إلي مزيد من تبادل الرأي والتشاور مؤكداً أن من المصلحة المصرية أن تكون هناك شبكة من المصالح المتبادلة بين مصر ودول حوض النيل مشيراً إلي أن مصر كانت وستظل حريصة علي أن تمد يد التعاون إلي كل دول الحوض شريطة أن يكون ذلك مبنياً علي احترام الحقوق والمكتسبات المصرية فيما يتعلق بالموارد المائية لمياه النيل. وفي الإطار نفسه علمت روزاليوسف أن وزير الخارجية أحمد أبو الغيط اجتمع بالإدارات والقطاعات المعنية بالتعاون مع دول حوض النيل بالخارجية وذلك قبيل سفره بيومين إلي نيويورك لرئاسة وفد مصر في فعاليات اجتماعات الدورة الرابع والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة والتي انطلقت قبل أيام.. وهو ما يؤثر بافريقيا الفترة القادمة بالنسبة للتحركات المصرية. وذلك بخلاف الحدث الأفريقي الضخم الذي تستضيفه مصر متمثلاً في اجتماعات الدورة الرابعة لمنتدي التعاون الصيني الأفريقي والذي يفتتحه الرئيس مبارك، في الثامن من نوفمبر القادم بمشاركة ما يقرب من مائة وزير خارجية وتجارة وصناعة وتنمية اقتصادية يمثلون تسعة وأربعين دولة أفريقية بالإضافة إلي الصين.. وحسب ما أوضح السفير إبراهيم علي حسن سكرتير عام المنتدي أن الاجتماعات ستبحث الخطوات اللازمة لجذب مزيد الاستثمارات الصينية لأفريقيا وزيادة التبادل التجاري وفتح الأسواق الدولية أمام الصادرات الأفريقية، وسبل التعاون في ظل الأزمة المالية والاقتصادية والتي انعكست علي اقتصاديات الدول الأفريقية ومعدلات التنمية بها بعد أن كانت حققت تقدماً في السنوات الماضية. وفي إطار متصل.. كلف أحمد أبو الغيط وزير الخارجية السفيرة مني عمر مساعد وزير الخارجية للشئون الأفريقية بالقيام بجولة تشمل عدداً من الدول الأفريقية وأوضحت عمر في تصريح لروزاليوسف أن الجولة ستشمل كلا من أوغندا والكونغو برازفيل والكونغو الديمقراطية وبروندي وكينيا وتهدف إلي تدعيم وتوطيد اطر التعاون بين مصر وهذه الدول والتباحث حول جميع الموضوعات التي تمثل قاسماً مشتركاً من الاهتمام بين القاهرة وتلك العواصم الأفريقية مشيرة إلي أن الجولة ستكون خلال الفترة القليلة القادمة. وفي السياق نفسه.. وبلغة الأرقام التي لا تعرف الالتفاف وفيما يتعلق بالتعاون الفني بين مصر وأشقائها الأفارقة أوضحت السفيرة فاطمة جلال أمين عام الصندوق المصري للتعاون الفني مع أفريقيا التابع لوزارة الخارجية، أن الصندوق المصري كأداة فنية غير مسبوقة أوفد علي مدار العقدين الماضيين 8100 خبير مصري للدول الأفريقية في مختلف المجالات وبمهام متنوعة جميعها تهدف إلي بناء وتط،وير الموارد البشرية ودفع عملية التنمية المستدامة بجميع الدول الأفريقية مشيرة إلي أنه خلال العام الجاري تم إيفاد 278 خبيراً مصرياً لمناطق مختلفة بالقارة. وأضافت أن الصندوق قام أيضاً علي مدار العقدين الماضيين بتدريب أكثر من 1180 متدرباً أفريقياً من دول عديدة في مجالات شتي. وفيما يتصل برفع المعاناة عن شعوب دول القارة من جراء الكوارث الطبيعية والحروب الأهلية والمجاعات فضلاً عن الأمراض والأوبئة قالت فاطمة جلال أن الصندوق بادر بالاستجابة لاحتياجات ومطالب دول القارة وتعددت أشكال المعونات والمساعدات للدول المتضررة وأوضحت أن الصندوق قدم مساعدات ومعونات لما يقرب من 385 حالة من بينها 60 حالة خلال العام الجاري استفاد منها 40 دولة افريقية. بالنسبة للمنح الدراسية التي يقدمها الصندوق للطلبة الأفارقة كشفت فاطمة جلال أنه خلال الأعوام الماضية قدم الصندوق 1557 منحة كما تقدم وزارة التعليم العالي 200 منحة دراسية سنوياً للطلبة الأفارقة في إطار مبادرة الرئيس مبارك. واستطردت قائلة.. أنه بالتوازي مع محاور تلك الأنشطة التقليدية للصندوق فإنه تم استحداث أنشطة غير تقليدية من خلال برامج التعاون الثلاثي مع العديد من المؤسسات والمنظمات الدولية والاقليمية خدمة لمسائل التنمية في أفريقيا وفي هذا الإطار تم التوقيع علي 31 اتفاقية ثلاثية مع العديد من الشركاء منهم وكانت التعاون اليابانية الجايكا ومنظمة الأممالمتحدة للتنمية الصناعية اليونيدون والسوق المشتركة لشرق وجنوب أفريقيا كوميسا الوكالة البلجيكية وبنك التنمية الأفريقية، والصندوق العربي للتنمية الاقتصادية في أفريقيا والبنك الإسلامي للتنمية، ومنظمة الأغذية والزراعة الفاو، المنظمة الدولية لتجمع الساحل والصحراء، ومنظمة التعليم العلمي والثقافي الأيسيسيكو. وفي ضوء ما سبق من عرض فإن جميع المعطيات تصل بنا إلي نتيجة واحدة وهي أن فيضان النيل سيبدأ من المصب.