يعتبر تواجد أكثر من خمسة مخرجين جدد في الدراما المصرية من أهم الظواهر الايجابية التي شهدتها مسلسلات رمضان هذا العام خاصة وأن هؤلاء المخرجين قاموا باستخدام تكنيك مختلف وهو تصوير أعمالهم بكاميرا واحدة H.D أو كاميرا عالية الجودة. ومن هذه الأعمال مسلسلات مجنون ليلي وهالة والمستخبي وبشري سارة والرحايا وخاص جداً وليالي وقلبي دليلي وابن الارندلي وحرب الجواسيس، كما أن هناك أعمالاً لاتزال تستخدم أكثر من كاميرا ومنها مسلسلات الباطنية وأفراح إبليس وقاتل بلا أجر، وعن استخدام الكاميرا الواحدة يقول محمد علي مخرج مسلسل مجنون ليلي أن فكرة استخدام الكاميرا الالهاي ديفنيشن ليست جديدة بل هي موجودة منذ زمن وكان المخرجون يستخدمونها في المسلسلات القديمة مثل مسلسل الدوامة ولكن لا أعلم السبب وراء تجاهل المخرجين لها حاليا وأعتقد أن السبب وراء هذا أن مخرجي الدراما يتقلدون ببعض الاعراف القديمة غير آخذين في الاعتبار فكرة جودة العمل أو جودة الصور أو حتي حساب كم دقيقة يتم تنفيذها وتصويرها يوميا وأعتقد أن مستقبل الدراما القادم يستلزم هدم هذه الاعراف واستخدام تكنيك السينما في الدراما التليفزيونية. أما عمر الشيخ مخرج مسلسل بشري سارة فيقول إن جودة العمل لاتتعلق باستخدام كاميرا واحدة أو اثنتين ولكن الأمر يتعلق بكيفية استخدام المخرج لادواته ولهذه الكاميرا فأنا مثلا استخدم كاميرتين إلا أنني لا أتعامل بالمنطق القديم للاخراج وهو أن يتم تصوير المشهد الواحد كله مرة واحدة فقط بل أقوم بتجزئة المشهد وهذا يعطي نتيجة عالية الجودة للصورة وللعمل ككل وأعتقد أن هذا العام يعد بارقة أمل نحو تغيير وتطوير الدراما المصرية والتي أصبحت مثل الاعمال السورية التي تفوقت علينا بسبب أن لديها مخرجين محترفين ويريدون إحداث تطوير في أعمالهم.. ويستنكر عمر بعض مخرجي الدراما الذين يتعاملون بمنطق السبوبة حتي أصبح الاخراج المصري قديماً ومتحجراً.. ويتفق محمد زهير رجب مخرج قلبي دليلي مع الشيخ في أن جودة العمل تتعلق بكيفية استخدام المخرج لكاميراته مهما كان عددها ويري أن السبب وراء التمسك بالتكنيك القديم يكمن في أن الاعمال التليفزيونية تحولت إلي سلع تجارية فالكاميرا الواحدة بالنسبة للمخرج المحترف والذي تعود عليها توفر له في الوقت والمال، كما أن استخدام أكثر من كاميرا لو زاد وقت التصوير بها أصبحت مكلفة جداً.. وأيضا لو تم الاسراع في التصوير في حالة استخدام أكثر من كاميرا نلاحظ هبوطاً في المستوي الفني للعمل، وأضاف الممثل المحترف لايشعر بأي اختلاف سواء في حالة استخدام كاميرا واحدة أو اثنتين فهو يبدع في الحالتين وأعتقد أن زيادة أعداد المخرجين الذين يتعاملون بتكنيك السينما هي مجرد موضة .. وتختلف رباب حسين مخرجة مسلسل قاتل بلا أجر مع كل الآراء السابقة حيث تقول: الفيديو فيديو والسينما سينما وأكبر عيوب استخدام تكنيك السينما في الدراما التليفزيونية أيا كان عدد الكاميرات المستخدمة يؤدي إلي فقدانه التواصل بين المشاهد والممثل وأيضا فقدان الاحساس بمكانة المشاهد لدي الممثل نظرا لتقطيع المشاهد إلي شوتات عديدة، كما أن هناك ممثلين لم يتعودوا علي هذا التكنيك فيرفضون العمل به أيضا لو الممثل أعاد المشهد أكثر مرة يفقد أول احساس شعر به والذي يطلق عليه الاحساس البكر وأضافت: أنا مؤمنة بضرورة احساس الممثل بجميع المشاهد وطالما أتعامل مع مدير إضاءة جيد فهو يعطيني صورة جيدة دون أن أضطر لاستخدام كاميرا هاي ديفنيشن أو كاميراتين بتكنيك السينما.. كما انني أحقق تغييراً وتطويرًا في مسلسلي من حيث الكاميرات والايقاع والصورة.