في خطوة تعتبر تحديا كبيرا لسلطة علي خامنئي المرشد الأعلي للثورة في إيران، أعلن مراجع دين ايرانيون في قم والنجف إضافة لبعض المقلدين للسيستاني أن أمس الاثنين هو أولَ أيام عيد الفطر وليس أمس الأول الأحد وهو ما اُعتبر ضربة لمشروعية ولاية الفقيه في ايران، حيث أعلن خامنئي الاحد أول ايام العيد، بينما رأت أوساط الاصلاحيين أن هذا الموقف يأتي منسجماً مع التحركات التي جرت مؤخراً، والاجتماعات غير المسبوقة بين مراجع الدين في قم، هاجمت صحيفة كيهان مراجع الدين الذين رفضوا مجتمعين الاذعان لرأي الولي الفقيه حول رؤية هلال العيد ليلة الأحد. من جهة أخري، ذكر التليفزيون الايراني أن رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني دعا الأطراف السياسية الايرانية الي ترك نزاعاتها من أجل الحفاظ علي النظام ، فيما اعتبر محاولة من رفسنجاني للنأي بنفسه عن الصراع القائم بين الاصلاحيين والمحافظين. وفسّر مراقبون حضور رئيس مجلس الخبراء، ومجمع تشخيص مصلحة النظام، هاشمي رفسنجاني، وأيضا حفيد الامام الخميني الراحل حسن الخميني الذي طالما يؤيد الاصلاحيين، الي جانب الرئيس محمود أحمدي نجاد في صلاة العيد، بأن وراء الكواليس مايشير الي اتفاق لحل الازمة الراهنة. من جهة أخري قال الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف، إن إسرائيل أبلغته علي لسان نظيره شيمون بيريز، بأنها لن تشن هجوما علي إيران بسبب برنامجها النووي ، معتبراً أن استمرار السلام في الشرق الأوسط يشكل حالياً الهدف الرئيسي للدبلوماسية الروسية. وشكك ميدفيديف في جدوي فرض المزيد من العقوبات علي طهران، معتبراً أن إيران بحاجة لحزمة من "المبادرات والمحفزات، و دافع مدفيديف عن قرار موسكو بيع طهران صواريخ S-300 المضادة للطائرات، بحجة أن الصفقة "تنسجم مع القوانين الدولية" ومع المعايير الروسية التي تقتصر علي تسويق الأسلحة الدفاعية ولفت مدفيديف إلي أنه يحب التواصل الدائم مع نظيره الأمريكي باراك أوباما، مضيفاً أنه أمضي معه أكثر من ثماني ساعات خلال الزيارة الأخيرة التي قام بها إلي روسيا، معتبرا أوباما، الذي اتخذ مؤخراً قراراً مثيراً بتعليقه نشر منظومة "الدرع الصاروخية" في أوروبا الشرقية " يرغب بحل الكثير من المشاكل، وعلي جانب آخر ، كشفت صحيفة "معاريف "الاسرائيلية النقاب عن أن قرار الرئيس الأمريكي بعدم نشر منظومة الصواريخ الدفاعية في أوروبا تم بمقتضي صفقة مع روسيا، في مقابل تخلي واشنطن عن درعها الصاروخي ، توافق روسيا علي فرض عقوبات حقيقية علي إيران، وانضمام روسيا الي للجهود الدولية لمحاصرة مشروع ايران النووي . واوضحت الصحيفة ان الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز هو الذي يقف وراء هذه الفكرة ، مشيرة الي ان الولاياتالمتحدة بحاجة لدعم وموافقة روسيا أو الصين في الجهد العالمي من أجل وقف برنامج ايران النووي . علي جانب آخر ذكرت تقارير إيرانية أن الرئيس محمود أحمدي نجاد أعطي أوامره لاستبدال احتياطيات البلاد من العملات الأجنبية بحيث تتركز علي اليورو الأوروبي بدل الدولار الأمريكي، في ترجمة لما كانت طهران تبحثه منذ أشهر. وقالت وكالة "مهر" الإيرانية شبه الرسمية للأنباء أن القرار صدر في 12 سبتمبر الجاري، وذلك بعد نقاشات مطولة بين المشرفين علي الاحتياطيات النقدية في إيران. واضافت الوكالة ان عملية الاستبدال سينجم عنها خفض معدلات الفائدة علي القروض الممنوحة للمؤسسات المستفيدة من الاحتياطي النقدي إلي خمسة في المائة، بعدما كانت عند حدود 15 في المائة. وكانت طهران قد أعلنت في ديسمبر 2007 عزمها تسعير نفطها باليورو بسبب تراجع أسعار صرف الدولار وتذبذب مستوياته مع أزمة المال الأخيرة، إلي جانب الخلافات السياسية مع واشنطن، والتي دفعتها إلي التصريح بضرورة وجود عملة احتياط دولية جديدة. ولم تكتف إيران باستبدال تسعير نفطها، بل حثت سائر أعضاء الدول المصدرة للنفط "أوبك" علي القيام بذلك للحفاظ علي أسعار الطاقة. ومن المنتظر أن يكون لخطوة استبدال الاحتياطيات الأجنبية لدي إيران تأثير كبير علي مساعي طهران لفك الارتباط بالنظام المصرفي الأمريكي ، ولم يكشف التقرير حجم المبالغ التي سيتم تحويلها إلي اليورو ونسبتها من الاحتياطي العام، علماً أن نجاد كان قد أعلن العام الماضي أن احتياطيات بلاده من العملة الأجنبية تجاوزت 80 مليار دولار. وتفرض الولاياتالمتحدة عقوبات صارمة علي إيران بسبب ملفها النووي، ما يخضع جميع العمليات المصرفية والتحويلات المالية المتصلة بها إلي مراقبة شديدة.