الشيخ أبوالعينين شعيشع نقيب قراء القرآن الكريم له تاريخ طويل حيث اشتهر بقارئ الملك ولقب في الإذاعة بلقب المرحوم علي الرغم من أنه كان علي قيد الحياة، عشق القرآن وحفظه منذ الطفولة عمل قارئاً للقرآن وعمره 7 سنوات، دخل الإذاعة عام 93 أحب صوته الرئيس جمال عبدالناصر وشجعه الرئيس الراحل أنور السادات، حصل علي وسام الدرجة الأولي من الرئيس حسني مبارك. كما أن لشعيشع العديد من القضايا التي مازال يحملها من أجل النهوض بحقوق قارئي القرآن الكريم وحل مشاكلهم المتكررة سنويا لاسيما في شهر رمضان، وهو ما أفصح عنه في حواره التالي. منذ متي احسست بملكة الصوت؟ - أنا عاشق القرآن الكريم منذ الطفولة حيث كنت أجلس في المأتم تحت دكة القارئ حتي أذهب في النوم، فأذني كانت تعشق ترتيل القرآن، في الوقت الذي كان أبي يتمني فيه أن أصبح ضابطاً بدأت حياتي بدخول مدرسة القرية لكن بعد وفاة أبي تغير مشوار حياتي إلي ما أحببت، حيث شعرت أمي بحبي للقرآن وبالفعل غيرت اتجاهي إلي حفظ القرآن وتعلمت علي يد الشيخ يوسف شتا وقدمني للإذاعة الشيخ الحصري، وكنت أنتمي لمدرسة الشيخ رفعت وعبدالفتاح الشعشاعي ومحمد الصيفي وكلهم طريقة واحدة ولكن الأداء يختلف. لماذا اشتهرت بأنك قارئ الملك فاروق؟ - كان ذلك بعد التحاقي بالإذاعة المصرية عام 93 حيث كنت أقرأ القرآن بالإذاعة أكثر من مرة في الأسبوع مع فضيلة الشيخ محمد رفعت ثم أعود إلي منزلي في بلدتي حتي موعد إلقائي بالإذاعة وذات مرة جاء مأمور مركز طلخا وطلب مني أن أسافر للقاهرة لمقابلة المسئولين في قصر الملك بعابدين، وفي اليوم التالي قابلت أحمد باشا حسين رئيس الديوان الملكي فقال لي إن الملك أبدي اعجابي بتلاوتي في الإذاعة وطلب مني أن أشارك الشيخ عبدالفتاح الشعشاعي في القراءة في ليالي رمضان وكان الملك فؤاد ينزل ويجلس إلي جواري ويسمع في خشوع للقرآن الكريم وكان وقتها خلاف قائم بين الملك وحزب الوفد برئاسة النحاس باشا. لماذا كان اسمك في الإذاعة والتليفزيون مسبوقا بلقب المرحوم في فترة السبعينيات؟ - لقد أثر ذلك في نفسي فلقد كنت واحداً من مؤسسي الإذاعة وأول قارئ مصري سجل القرآن مطبوعا علي اسطوانات لدرجة أنها بعد 3 سنوات من تسجيلها وجدتها منتشرة في الجزائر والمغرب ولكن فوجئت وقتها بمن يريد استبعادي من الإذاعة بحجة أنني كنت قارئا للملك، وبالفعل كنت أقرأ للملك ولكن القرآن ليس حكرا علي الملك أو غيره من الناس، وقمت بإقامة دعوي وحذرتهم أن يسبقوا اسمي بلقب مرحوم وبالفعل حصلت علي حكم لصالحي وتعويض عشرة آلاف جنيه. أجور القراء البعض يهاجم قراء القرآن لحصولهم علي أجور عالية فهل أصبحت قراءة القرآن تجارة؟ - القضية ليست تجارة يباع ويشتري فيها وإنما هذا الأجر هو علي الوقت المستقطع من القارئ وليست علي التلاوة فالقارئ إنسان ولابد أن يحيا حياة كريمة هو وأسرته، أما الأجيال الجديدة من القراء فقد بدأوا ينظرون للموضوع بشكل مادي أو تجارة، وما يحدث الآن من صراعات بين القراء علي الكسب المادي أفقد الكثيرين منهم العناية بملكة الصوت وجماله، حيث تعلق حب قراءة القرآن لديهم بالكسب المادي وليس بحبهم لقراءة القرآن، أو الانتماء لمدرسة معينة. ولماذا لا توجد قائمة أسعار لقراءة القرآن حتي تمنع المغالاة؟ - لا يمكن تحديد أسعار القراء للقرآن، لأن القرآن لا يقدر بثمن وإنما وقت القارئ يقدر بثمن وكل قارئ له أن يحدد ما يستحقه في وقته بالشكل الذي يمكن معه أن يحيا القارئ حياة كريمة هو وأسرته ولذلك لا أحبذ تحديد قائمة لأسعار القراء خاصة وأنها لو حددت فلن يلتزم أي قارئ بها. وما هو الأجر الذي تحصل عليه من خلال احيائك لمناسبات لبعض الأشخاص؟ - أنا الآن لا أقوم بأي قراءة في المناسبات، منذ 3 سنوات وآخر مبلغ حصلت عليه هو 0002 جنيه في مناسبة خاصة لأحد المشاهير. إذا كان العائد ضعيفا للقارئ في رمضان فلماذا يسافر قراء القرآن الكريم؟ - يتنافس القراء علي السفر للخارج ولحصولهم علي الأموال من خلال السفر في شهر رمضان، خاصة وأن حال القراء بمصر لا يرضي عنه أحد، حيث منعت الوزارة بدل تهيئة القارئ وهو 004 جنيه الذي كان يحصل عليه القارئ عند سفره للخارج، وأصبح الآن بدل السفر غير كامل بل النصف حيث إن بدل السفر للقارئ درجة أولي 0001 دولار حد أقصي وحد أدني 005 دولار وأنا أسعي الآن لتغيير البدل ليكون بدلاً كاملاً. لأن هذه المشكلة تجعل القارئ في الخارج يمد يده، وهذا وضع لا نرضي عنه. ماذا عن ذكرياتك مع رؤساء مصر؟ - لي ذكريات رمضانية لن انساها مع الرئيس جمال عبدالناصر، حيث كان يقيم بالقرب من منزلي وكان لي قريب يعمل ضابطاً في منزل أمام منزل عبدالناصر وكان أعضاء مجلس قيادة الثورة يجتمعون معه فعندما كنت ازور قريبه أراه حيث كان يقدم قارئ القرآن وقرأت في مناسبات خاصة له، أما الرئيس أنور السادات فقد كان صوته جميلا في قراءة القرآن وسمعته أكثر من مرة وله نبرة مميزة وأتذكر أنني في أحد الاحتفالات التي أقيمت بجامعة عين شمس وكنت اقرأ القرآن وعندما هم بمغادرة المكان اتجه نحوي وسلم علي بحرارة، حيث كان يحب أن يستمع لي في رمضان. وماذا عن أهم الأحداث الرمضانية؟ - كنت في إحدي السنوات أقوم بإحياء ليالي رمضان في تركيا وعندما قربت ليلة القدر ابلغني سفير مصر بتركيا دكتور محمد عبدالعزيز عيسي أن سيادة الرئيس حسني مبارك أهداني وساماً من الدرجة الأولي. وأيضا في لندن كنت أقوم بإحياء ليالي رمضان حيث كان يسمعني شخص حديث عهد بالإسلام وهو انجليزي وأسرته وجاءني في رمضان ليدعوني لاستضافتي عنده في منزله بالعيد حتي يعرفني بأسرته ولكنني رفضت وذلك لأنني كنت مرتبطاً بقضاء العيد مع أمي وأسرتي بمصر وبالفعل طلب مني أن يصطحبني إلي المطار ركبت معه وبالفعل السيارة الخاصة به وجاء ميعاد الطائرة، وجدته يبعد عن مكان المطار حتي تأخرت عن ميعاد الطائرة وأخذني لمنزله لأقضي أول يوم العيد معه. هل لا تزال تقوم بإحياء الليالي الدينية برمضان حتي الآن؟ - نعم عمري الآن 98 ولا يزال يطلب مني إحياء الليالي الدينية وألبي دعوات الجميع أو بعضهم وأيضا الدول الإسلامية. ماذا عن المشاكل التي تقابل المقرئين في الخارج عند احياء ليالي رمضان؟ - أولا رمضان في الخارج ليس له طعم خارج مصر وللأسف عند سفر القراء لاحياء ليالي رمضان بالخارج يتعرضون للإهانة وأنا شخصيا تعرضت لذلك وذلك بسبب منحة سفر للقراء التي يحددها المستضيف للقراء، مما يجعل البعض لا يجد مكاناً ملائماً للإقامة فابن الشيخ البنا نام في مخزن في الخارج. وما الحل لها؟ - الحل هو أن يوافق الدكتور زقزوق وزير الأوقاف علي رجوع بدل كامل للسفر حتي يتمكن القارئ أن يحيا حياة طيبة بالخارج.