دعت منظمة العفو الدولية الأممالمتحدة إلي مراجعة المحكمة الجنائية الدولية إذا لم تباشر إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية حماس تحقيقات موثوق بها في الاتهامات التي وجهتها إليهما لجنة التحقيق الدولية في التقرير الذي أصدرته أمس الأول. وكانت اللجنة التي شكلها مجلس حقوق الإنسان في الأممالمتحدة برئاسة القاضي ريتشارد جولدستون وكلفها التحقيق في الانتهاكات التي ارتكبت خلال الحرب في قطاع غزة يناير الماضي، اتهمت في تقريرها أمس الأول إسرائيل باستخدام القوة بشكل غير متكافئ وبانتهاء القانون الدولي الإنساني، وارتكاب جرائم حرب. وطالبت دوناتيلا روفيرا المتحدثة باسم منظمة العفو الدولية مجلس حقوق الإنسان بالتصديق علي هذا التقرير وتوصياته وأن يطلب من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إحالته إلي مجلس الأمن الدولي. ودعت روفيرا مجلس الأمن الدولي إلي اتخاذ إجراءات حازمة تضمن أن يدفع مرتكبو الانتهاكات ثمن أفعالهم وأن يحصل الضحايا علي العدالة. وأضافت أنه علي مجلس الأمن الدولي أن يحيل خلاصة تحقيقات لجنة جولدستون إلي المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية إذا لم تعمد إسرائيل وحماس في غضون فترة زمنية محددة ومحدودة إلي إجراء تحقيقات موثوق بها. كما دعت المنظمة، ومقرها لندن، إلي تشكيل لجنة خبراء لتقييم صلاحية تحقيقات اللجنة. ومن جانبه أعلن المتحدث باسم الخارجية الأمريكية ايان كيلي في حديث للصحفيين أن الوزارة تلقت نسخة من التقرير الذي أجرته لجنة تابعة للأمم المتحدة حول العملية الإسرائيلية في غزة مشيرة إلي إلي أنها ستعمل علي مراجعته بإمعان قبل إصدار أي أحكام بشأنه. وقال ايان كيلي إن تركيز واشنطن ينصب حاليا علي استئناف مفاوضات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وفيما يتعلق بما جاء في التقرير حول ارتكاب الطرفين جرائم حرب في غزة قال كيلي: بالطبع هذا ادعاء خطير جدا، لذا نريد مراجعة التقرير عن كثب، فالأحداث التي وقعت قبل تسعة أشهر كانت مأساوية وتسببت بسقوط ضحايا لدي الطرفين ولقد أعربنا عن قلقنا من المعاناة الإنسانية في غزة وإسرائيل وهذه جمعيها قضايا مهمة، والسيد جولدستون يطرح ادعاءات خطيرة ونحتاج إلي بعض الوقت لمراجعتها. وفي سياق متصل أطلقت إسرائيل حملة دبلوماسية قوية أمس في مسعي لاحتواء الآثار الضارة والسلبية لتقرير لجنة الأممالمتحدة. وقال المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية ايجال بالمور للوكالة الفرنسية سنبذل جهودا دبلوماسية وسياسية مهمة علي الساحة الدولية لوقف واحتواء الآثار الضارة والسلبية لتقرير لجنة جولدستون. وأضاف بالمور نخشي أن يضر هذا التقرير بصورتنا.. ولكن توصيات هذا التقرير متطرفة للغاية لدرجة أن فرص تطبيقها قليلة. ومن جانبها طالبت حركة المقاومة الإسلامية حماس أمس المجتمع الدولي بإحالة القادة الإسرائيليين أمام القضاء بتهمة ارتكاب جرائم حرب. وأكد فوزي برهوم المتحدث باسم حماس أن تقرير الأممالمتحدة (يشكل) دليلا إضافيا وقاطعًا علي ارتكاب الاحتلال الصهيوني جرائم حرب ضد الإنسانية في قطاع غزة. وأضاف: بعد هذا التقرير الواضح والصريح يفرض علي المجتمع الدولي محاكمة قيادات العدو الإسرائيلي كمجرمي حرب في محاكم الجنايات الدولية. غير أن برهوم أكد أن مقاومة الشعب الفلسطيني تعتبر حالة دفاع عن النفس، وأن مقاومته مشروعة، وجاءت كنتيجة للعدوان الإسرائيلي وقد كفلتها جميع الشرائع والقوانين الدولية. واعتبرت حركة الثلاثاء تقرير لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة حول الهجوم الإسرائيلي علي غزة أن هذا التقرير سياسي وغير متوازن وغير منصف وغير موضوعي لأنه ساوي بين الجلاد والضحية.