بكشفها عن الحرب الشرسة التي يتعرض لها المرشح المصري لمنصب مدير عام "اليونسكو" وزير الثقافة فاروق حسني والتي تجري انتخاباتها بمقر المنظمة في العاصمة الفرنسية باريس في الثامن عشر من سبتمبر الجاري.. تكون الخارجية قد استكملت منهجها الذي اتبعته مع هذا الملف منذ اللحظة الأولي والذي يقوم علي الشفافية في مختلف مراحل هذه المعركة الضروس. فقبل أيام ووفق ما ذكرته مساعد وزير الخارجية والمسئولة عن الترشيحات المصرية للمناصب الدولية السفيرة نائلة جبر أن فاروق حسني يتعرض لحرب تتم وفق أسس غير متعارف عليها في العمل الدولي وأنه كان هناك سعي دءوب من جانب بعض "القوي الغربية" للدفع بمرشحين من أجل كسر أي توافق إقليمي لصالح "حسني" وتفتيت وبعثرة الأصوات من حوله وهي لعبة معروفة انتخابيًا. الجهاز الدبلوماسي والذي لم يخسر ترشيحًا مصريًا في أي منصب دولي علي مدار الثلاث سنوات الماضية عمل علي قدم وساق من أجل حشد الدعم للمرشح المصري وكانت ضربة البداية في شرم الشيخ في يوليو من العام الماضي وأثناء استضافة مصر لقمة الاتحاد الأفريقي ووقتها تمكنت الخارجية من الحصول علي التأييد الأفريقي لفاروق حسني من جانب دول الاتحاد الأفريقي وهو التوافق الإقليمي الذي تم اختراقه بالدفع بمرشح بنين إلي الانتخابات. وبعدها كان الموعد في نيويورك أثناء انعقاد دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة وهناك لعب الوفد المصري دورًا محوريًا في لم الشمل العربي حول المرشح المصري وأعلنت جميع الدول العربية تأييدها للوزير فاروق حسني وأنه المرشح العربي لهذا المقعد الدولي الرفيع.. وضربت المغرب مثلاً رائعًا وأعلنت انسحاب مرشحتها "عزيزة بطاني" ممثلة المغرب لدي اليونسكو من أمام "فاروق حسني" حفاظًَا علي التوافق العربي ووقتها أكد الوفد المغربي المشارك في الجمعية العامة للأمم المتحدة للوفد المصري أن الانسحاب من أمام المرشح المصري يأتي تقديرًا واحترامًا لشخص الرئيس مبارك. ومنذ هذا التاريخ كان فاروق حسني وترشيحه "لليونسكو" هو الملف الأكثر حضورًا علي كل اللجان المشتركة وجولات الحوار الاستراتيجي التي تربط مصر بدول العالم من خلال الحرص علي التأكيد علي تبادل التأييد للمرشحين في المناصب الدولية. ولكن كل ذلك اصطدم برفض أمريكي قوي للمرشح المصري وذلك علي الرغم من عدم إعلان الولاياتالمتحدة عن موقفها بشكل رسمي، فعلي مدار الأشهر الماضية عملت أمريكا صاحبة ال22٪ من ميزانية اليونسكو علي قطع الطريق علي فاروق حسني بأي شكل كي لا يصل إلي اليونسكو - مارست ضغوطًا علي دول لكي تدفع بمرشحين والبعض استجاب والآخر رفض حفاظًا علي علاقاته مع مصر، وتحركت أمريكا وفق أجندة إسرائيلية ويهودية خالصة. ودول غربية أخري لن نسميها خشية التأثير علي ما سيحدث في "باريس" اتسم موقفها بالتذبذب والتأرجح ومرجع تذبذبها هذا الضغط الذي تتعرض له من جانب "أمريكا" للانصياع إلي معسكرها الرافض لوصول فاروق حسني لليونسكو. ولكن هذا لا يمنع من وجود دول أوروبية كبري أعلنت تأييدها لفاروق حسني وفي مقدمتها إيطاليا.. المرشح المصري ذهب إلي باريس بتفاؤل ملحوظ وفي جعبته حشد عربي وتوافق إسلامي معلن من جانب منظمة المؤتمر الإسلامي واجتماع أفريقي رغم الاختراق الذي حدث إلا أن تفاؤل فاروق حسني يقابله روح حذرة تخيم علي المناخ الدبلوماسي. وتبقي المحصلة من كل ذلك.. أن معركة فاروق حسني في اليونسكو ليست سهلة علي الإطلاق ولا يمكن التكهن بما ستسفر عنه انتخابات باريس فكل الاحتمالات واردة.