بعنوان مقتبس من إحدي أغانيها "ليلي مراد.. أنا زي ما أنا" صدر عن دار آفاق كتاب الصحفية حنان مفيد فوزي الذي يرصد سيرة حياة ليلي مراد في صورة شهادات حصلت عليها المؤلفة من حوارات صحفية أجرتها مع ملحنين وموسيقيين وأصدقاء المطربة من الوسط الفني، ولقاءات مع أقرباء المطربة التي لقبت ب"غادة الكاميليا" - ابنة أختها زينب وابنها الأكبر أشرف أباظة والابن الآخر زكي فطين عبدالوهاب. الكتاب في مجمله لا يحمل جديدا عن حياة ومسيرة ليلي مراد، خصوصا وأن صدوره يتزامن مع عرض المسلسل التليفزيوني الذي يؤرخ لها، لكن ثمة لمحات إنسانية جديدة من الممكن أن نستقيها من أحاديث ربما قرأناها لأول مرة مع ولديها وأقرب أصدقائها من الفنانين مثل الفنانة مديحة يسري. يعرض جزء من الكتاب أول رسالة دكتوراه عن ليلي مراد لم تناقش بعد بعنوان "الأغنية السينمائية عند ليلي مراد"، أعدتها جيهان أحمد الناصر الأستاذ بالمعهد العالي للموسيقي العربية، ورصدت فيها من خلال تحليل أغاني "أنا قلبي دليلي" و"سلّم علي" والدويتو "شحات الغرام" أسلوب أداء ليلي للأغنية المتصلة بالذات بحدث درامي داخل الفيلم، وتؤكد أن الأغنية السينمائية ارتبطت مع ليلي مراد أولا بالحالة أو الموقف الذي تبدو عليه أثناء تمثيل دورها. يحكي شفيق فريد مدير أعمال الفنانة كيف عاشت حسنة النية ورحلت مع ذلك مسلوبة الحقوق حتي الحب والاستقرار، ورغم ذلك ظلت أغانيها تحقق مبيعات عظيمة حتي بعد اعتزالها وإلي الآن. وعن إشهار ليلي إسلامها تقول المؤلفة عنها إنها سعت لإنتاج فيلم بعنوان "ليلي المسلمة" عن قصة اعتناقها الإسلام رغم نشأتها اليهودية وتربيتها الكاثوليكية، لكن قرار الاعتزال حال دون تنفيذ الفيلم. وتقص بعد ذلك محاولات مطاردة ليلي من قبل إسرائيل وشائعة أقربائها في الجيش الإسرائيلي. من بين فقرات السيرة، تلك التي تتحدث عن الحبيب المجهول الذي أحبته ليلي مراد واعترفت له بذلك وقالت "أنا بحبك يا أستاذ"، لكنه رفض حبها وقال لها "دي قلة أدب"، ثم ذلك الجزء الذي يحكي لحظة أن اكتشفت ليلي مراد خيانة زوجها وحبيبها أنور وجدي مع الفتاة الفرنسية لويسيت. يتحدث أشرف وجيه أباظة ابنها البكري عن ذكريات إنسانية في حياة والدته، وأنها كانت ست بيت من الدرجة الأولي، وظلت بعد اعتزالها متابعة جيدة للساحة الفنية، فكانت معجبة بصوت محمد ثروت ومحمد الحلو وتنبأت لأصالة وأنغام بالنجاح الباهر. ويكشف أن ليلي مراد عاودها الحنين للغناء بعدما سمعت أغنية "من غير ليه" لعبد الوهاب، وكانت علي استعداد بالفعل للعودة حين عرض عليها فيلم بعنوان "دعني لولدي" قصة إحسان عبد القدوس وبطولة عبد الحليم حافظ، إلا أن الفيلم توقف لأسباب إنتاجية ومالية. أما زكي فطين عبد الوهاب فيحكي طرفة أن دخوله الفن كمخرج كان من باب الغيرة علي والدته عندما شاهدها وهو طفل تغني لأنور وجدي في الفيلم وتحتضنه وهي خلفه علي الموتوسيكل.