لا يزال الغموض يحيط بعملية إفلاس رجل الأعمال اللبناني صلاح عز الدين التي أعلنت قبل أيام، في وقت يطول يوما بعد يوم لائحة ضحاياه ومعظمهم من الشيعة الذين يدورون في فلك حزب الله، بحسب ما أفاد مسئول محلي في الجنوب. قال رئيس بلدية طورا الجنوبية محمد الدهيني إن نحو 250 شخصا في بلدته وضعوا أموالا مع صلاح عز الدين الذي كان يعطيهم عليها شهريا فوائد تتجاوز أحيانا 25٪، مضيفا لقد تمكن من كسب ثقة الشيعة وجمع أموال عدد كبير منهم. أشار إلي أن الأموال المسلمة إليه في بلدة طورا، وحدها من أجل توظيفها في مشاريعه، تقدر بخمسة وعشرين مليون دولار وكل يوم نكتشف أسماء وأرقاما جديدة. أضاف لا نعرف ما هي سياسته، إلا أن معظم الذين يتعاملون معه هم من مؤيدي حزب الله، مشيرا إلي أن عز الذين يشرف أيضا علي حملة باب السلام التي ترسل الحجاج إلي مكة. قال الدهيني هذه الحملة يتولاها شباب حزب الله في الجنوب. وأكد أن ما يعرفه الناس عن عز الدين إنه مغطي من الحزب وأنه آدمي ويقوم بمشاريع خيرية، وكان ينظر إليه علي أنه منقذ الجنوب وأهل الجنوب وحافظ أموال الشيعة. واوقفت السلطات صلاح عز الدين قبل 4 أيام بعدما أعلن إفلاسه، فيما يدين لعدد كبير من الناس بمبالغ ضخمة ورفض النائب العام التمييزي سعيد ميرزا تحديد حجم الأموال التي يدين بها عز الدين للناس، أو عدد المتضررين، إلا أنه أكد ختم مؤسسة دار الهادي للنشر التي يملكها عز الدين والواقعة في الضاحية الجنوبية لبيروت، الخميس بالشمع الأحمر. قال ميرزا لا نزال نجمع المعلومات، وسنعلن الأرقام لدي انتهاء التحقيقات، مضيفا أن الختم بالشمع الأحمر تم بهدف الحفاظ علي الموجودات وعلي حقوق الناس ولكي لا يعمد أحد إلي تحصيل حقه بيده. وأوضح ميرزا أن نتيجة التحقيق ستبين ما إذا كان أفلاس عز الدين احتياليا أم ناتجا من عوامل أخري خارجة عن ارادته. فيما أكدت تقارير اقتصادية أن مادوف اللبناني، رجل الأعمال القريب من حزب الله صلاح عز الدين كان يأخذ أموالا من صغار المدخرين الشيعة، إنما أيضا من مسئولين في حزب الله من أجل توظيفها في مشارع مشبوهة. وذكرت التقارير أن حجم الأموال التي للناس في ذمة عز الدين قد يصل إلي مليار ونصف مليار دولار، كما أشارت إلي أن عددا كبيرا من المودعين لديه هم قطريون أو من جنسيات خليجية أخري، بالاضافة إلي أن الفوائد التي كان يدفعها ضخمة جدا، وكانت تصل أحيانا إلي 60٪، وصلاح عز الدين من بلدة معروب الجنوبية، ويقوم باستثمارات في قطاعات المحروقات والألماس والذهب وتجارة المعادن، بحسب التقارير الاقتصادية. أما برنارد بمادوف، الذي شبه رجل الأعمال اللبناني به، فهو أمريكي حكم عليه في يونيو بالسجن لمدة 150 عاما بتهم الاحتيال وتبييض الأموال والسرقة.